مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

اعرف القصة.. ما سبب قلق إيران من مطالب الأحواز؟

مناهضون

 

 

يُعد الأحواز واحداً من أكثر الأقاليم حساسية داخل إيران، نظرًا لتركيبته السكانية ذات الغالبية العربية، وموارده الطبيعية الهائلة من النفط والغاز، إضافة إلى موقعه الجغرافي الحيوي المطل على الخليج العربي.

 

فمنذ عقود، تشكل مطالب السكان العرب في الأحواز الاقتصادية والبيئية والثقافية والسياسية مصدر قلق متزايد لسلطات الاحتلال الإيراني، هذا القلق ليس مرتبطاً بمسألة محلية فحسب، بل ينبع من تداخل عوامل استراتيجية واقتصادية وأمنية وسياسية تجعل أي حراك في الأحواز مؤثراً على استقرار الدولة الإيرانية ككل.

 

 

 

ـ الهوية العربية للأحواز:

يتشارك سكان الأحواز روابط لغوية وثقافية وتاريخية مع العالم العربي، وهو ما عزز إحساسهم بالتمايز عن المركز الفارسي في طهران.

 

ـ التوترات المتكررة:

شهدت المنطقة احتجاجات متواصلة منذ ثورة 1979، أبرزها في أعوام 2005، 2011، 2019 و2021، وغالباً ما كانت شرارتها قضايا التهميش الاقتصادي أو الأزمات البيئية (كشح المياه وتلوثها).

 

ـ مطالب الاستقلال:

وجود جماعات تنشط في الخارج وتتحدث عن استقلال الأحواز زاد من حساسية الدولة، خصوصاً مع اتهامات إيرانية متكررة لدول إقليمية بدعم هذه الحركات.

 

 

ـ مطالب الأحواز الأساسية

 

العدالة الاقتصادية:

رغم أن الأحواز تنتج القسم الأكبر من النفط الإيراني، إلا أن سكانها يعانون من الفقر والبطالة وتدني الخدمات.

غياب التنمية العادلة عزز الإحساس بأن ثروات الأحواز تُستنزف دون عوائد حقيقية تعود على أبنائه.

 

المطالب البيئية:

مشاريع تحويل الأنهار وتجفيف الأراضي الزراعية أدت إلى موجات جفاف وتصحر.

فقدان مصادر المياه دفع إلى احتجاجات كبيرة، أبرزها في صيف 2021 حين خرج الآلاف للتظاهر بسبب أزمة العطش.

 

المطالب الثقافية والسياسية:

الاعتراف باللغة العربية في المؤسسات التعليمية والثقافية.

تمثيل سياسي أوسع ووقف سياسات يُنظر إليها كتغيير ديموغرافي أو تهميش متعمّد.

ـ أسباب قلق الاحتلال الإيران من هذه المطالب

 

 

-البُعد الاقتصادي

 

الأحواز هي رئة الاقتصاد الإيراني:

أكثر من 80% من صادرات النفط تأتي من الأحواز.

أي اضطراب في حقول النفط أو خطوط التصدير يهدد اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشدة على الطاقة.

 

البُعد الأمني:

وجود مطالب الاستقلال يثير مخاوف من تحوّل المطالب السلمية إلى تمرد مسلح.

 

البُعد السياسي الداخلي:

نظام الاحتلال الإيراني يخشى أن تتحول الأحواز إلى “نموذج مُلهم” لبقية الأقليات (الأكراد، البلوش، التركمان)، مما قد يفتح الباب أمام مطالب مشابهة في مناطق أخرى.

الاحتجاجات في الأحواز غالباً ما تتزامن مع اضطرابات وطنية أوسع، ما يجعلها شرارة محتملة لأزمات داخلية.

 

البُعد الإقليمي والدولي:

إيران تتهم بعض القوى الإقليمية والخليجية بدعم الأحوازيين سياسياً أو إعلامياً.

تصعيد الملف الأحوازي قد يستخدم كورقة ضغط دولية على طهران في مفاوضات تتعلق بالملف النووي أو النفوذ الإقليمي.

 

البُعد الحقوقي:

القمع الأمني للاحتجاجات، خصوصاً تلك المتعلقة بالمياه والبيئة، يجذب انتقادات دولية ومنظمات حقوقية، ما يزيد عزلة إيران ويضر بسمعتها الدبلوماسية.

 

 

ـ انعكاسات هذه المخاوف على سياسة إيران

المعالجة الأمنية: انتشار أمني مكثف، اعتقالات، واتهام المحتجين بالارتباط بالخارج.

التوظيف الإعلامي: تصوير المطالب كجزء من “مؤامرة دولية” لتبرير القمع.

الحلول الجزئية: إعلان مشاريع تنموية أو وعود بتحسين الخدمات، لكنها غالباً لا تُنفذ على أرض الواقع بشكل فعّال.

 

ـ السيناريوهات المستقبلية:

الاستمرار في النهج الأمني: وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان وتكرار دورات العنف.

إصلاحات محدودة: تقديم بعض المكاسب الاقتصادية والبيئية لتهدئة الوضع، مع الإبقاء على القبضة الأمنية.

حل جذري طويل الأمد: الاعتراف بالحقوق الثقافية والسياسية للأحواز، وضمان توزيع عادل للثروة وهو السيناريو الأقل احتمالاً في ظل تركيبة نظام الاحتلال الإيراني الحالية.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *