مناهضون
الأحواز منطقة ذات خصوصية تاريخية وثقافية كبيرة، تقع في جنوب غرب إيران على نهر كارون وتضم ثروة نفطية هائلة، ومع ذلك يواجه أهلها العرب تحديات اقتصادية وسياسية وبيئية وقمعية جعلت من قضية الأحواز ملفًا مهمًا لكنه إلى حد كبير منسيًا على الساحة الدولية.
ـ خلفية تاريخية:
تعود جذور الوجود العربي في الأحواز لقرون، وكانت مدن مثل المحمرة والمناطق الساحلية مراكز عربية ثقافية وتجارية.
ومع بناء الدولة المركزية وتحوّل منطقةً نفطية مهمة تغيرت الخريطة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
ـ الهوية والديموغرافيا واللغة:
يكوّن العرب في الأحواز شريحة كبيرة من السكان ويحتفظون بلهجات وعادات عربية محلية إلى جانب هويات محلية (قروية وقبلية وحضرية).
والتقديرات السكانية تختلف بين مصادر إيرانية وخارجية، لكن المجتمع العربي يبقى من أكبر الشعوب الغير فارسية في جغرافيا سياسية ما تسمى إيران.
ـ ثروة متاحة وشعب مهمش:
الأحواز مدينة نفط وغزيرة بالموارد (نفط، غاز، صناعات ثقيلة)، مع ذلك كثير من مناطق السكان العرب تسجل مؤشرات تنمية أقل من المتوسط القومي: بطالة، فقر بنى تحتية متدهورة، وتوظيف غير متكافئ في قطاعات القرار، هذه الفجوة تؤجج الاستياء الشعبي وتغذي مطالب التنمية العادلة.
ـ مياه كارون والأزمة المائية:
جرت احتجاجات متكررة لأهالي الأحواز بسبب أزمة المياه، وتجفيف أو تحويل مسارات نهر كارون أدى إلى شح في مياه الشرب والري وتدهور الزراعة والبيئة المحلية.
واحتجاجات 2021 للمياه فَجّرت موجة غضب واهتمام محلي وعالمي بمخاطر سياسات الموارد المائية والإدارة المركزية للأنهار.
ـ الحرمان الحقوقي وقمع الاحتجاجات:
وثقت منظمات حقوقية اعتقالات واسعة، استخدام القوة ضد متظاهرين، ومحاكمات/أحكام عينها بحق ناشطين عرب؛ كما أشارت تقارير إلى تمييز مؤسسي في حرمان من التمثيل السياسي والثقافي.
استهداف المتظاهرين والصحفيين والناشطين في خوزستان أثار انتقادات دولية لأساليب الرد الأمني.
ـ الحراك السياسي والمسلح:
ظهرت حركات تطالب بالمزيد من الحقوق أو بالاستقلال الكامل (مثل مجموعات سياسية ومسلّحة مناهضة للاحتلال الإيراني أُشير إليها في وسائل إعلام وتحليلات سياسية).
بعض هذه التنظيمات نفّذت هجمات استهدفت منشآت أو أحداثاً عسكرية؛ الدولة تعاملت معها كقضية أمنية خطيرة، وظهر ملف التمويل الخارجي كعامل معقّد في ظهورها.
هذا البُعد يعقد مطلب الحقوق المدنية السلمي ويغذي روايات القمع والأمن في آن واحد.
ـ السياق الإقليمي والدولي:
الأحواز ذات أهمية استراتيجية: حدود مع العراق، بوابات إلى الخليج وثروة نفطية، لذلك أي توتر محلي يحمل أبعادًا إقليمية (تدخلات إعلامية/دعم من جهات إقليمية أو استغلال الصراع لأهداف جيوسياسية) ويجعل المجتمع الدولي متحفظًا في التدخّل المباشر.
وجود توازن دقيق بين المطالب الإنسانية والأمن القومي الإيراني يملي تعاطيًا حذرًا من الدول والمنظمات الدولية.
ـ محاولات التهجين والاندماج القسري:
سياسات توحيد الهوية الرسمية (تغيير أسماء أماكن، سياسات لغوية في التعليم والإدارة) عملت على تقليص الحضور العام للهُوية العربية المحلية وإحداث شعور بحرمان ثقافي، هذه السياسات تلتقي مع عوامل اقتصادية وبيئية لتغذية الاستياء المجتمعي.