مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

تذلل خامنئي لأميركا.. حيلة إيران لإحياء الاتفاق النووي

مناهضون

 

 

وسط التعقيدات السياسية والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، تقف إيران كواحدة من أكثر الدول التي تثير الجدل، تعيش المنطقة في خضم تحولات استراتيجية كبيرة، إذ تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها العسكري والسياسي من خلال برنامج نووي يعتبره البعض محاولة لتحقيق توازن قوى جديد في المنطقة، ومع استمرار تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، تبدو إيران وكأنها تتخذ من اللعب على الوقت تكتيكًا استراتيجيًا لشراء المزيد من الفرص لتحقيق أهدافها.

 

وفي ظل هذه الديناميكيات، يمكن النظر إلى عرض إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة كخطوة تستهدف كسب الوقت وتحقيق أهداف سياسية ودبلوماسية حيوية.

 

الطموحات النووية الإيرانية

تمثل منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم قلب البرنامج النووي الإيراني، الذي تتفرع منه شبكة واسعة من المواقع النووية في أنحاء البلاد.

وهذه المنشآت التي تشبه خيوط العنكبوت، تشير إلى تصميم إيران على تحقيق قدرات نووية متقدمة.

ورغم الضغوط الدولية المتزايدة، تواصل طهران تطوير برنامجها النووي، الذي تعتقد أنه يوفر لها وسائل الردع والدفاع اللازمة ضد أي تهديدات خارجية.

وتعتمد إيران في استراتيجيتها على العمل بسرية تامة، بينما تواصل بناء وتعزيز منشآتها النووية في مواقع استراتيجية، مما يعقد من مهمة مراقبتها ومنعها من الوصول إلى قدرات نووية كاملة.

 

 

استراتيجية طهران لكسب الوقت

تعتمد إيران على استراتيجية “اللعب على الوقت” كوسيلة لتحسين موقفها التفاوضي وإطالة أمد أي محادثات دبلوماسية قد تعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتسعى طهران لاستغلال كل فرصة لتأخير فرض أي عقوبات جديدة أو القيام بعمل عسكري ضدها، مما يسمح لها بمواصلة تطوير قدراتها النووية.

وعرض التفاوض مع واشنطن، الذي قدمه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، لا يمكن النظر إليه إلا كخطوة تهدف إلى دق إسفين بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مستفيدة من أي تناقض في المصالح أو السياسات بين الحليفين.

 

 

الدور الإسرائيلي في مواجهة الطموحات الإيرانية

تبقى إسرائيل، التي تعتبر إيران تهديدًا وجوديًا، في حالة تأهب قصوى تجاه أي تطور نووي إيراني، وترى تل أبيب أن امتلاك طهران لقدرات نووية يعد خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، ومن هنا فإن أي إشارة من طهران للتفاوض مع واشنطن تُفسر على أنها محاولة لكسب الوقت، وليس نية حقيقية للتخلي عن طموحاتها النووية.

وإسرائيل التي تعمل عن كثب مع الولايات المتحدة لمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، تدرك أن الردع العسكري قد يكون الخيار الأخير إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

 

 

التحول في المواقف الدولية

ورغم تبني المجتمع الدولي مواقف صارمة تجاه البرنامج النووي الإيراني، إلا أن هناك تحولًا ملحوظًا في مواقف بعض الدول تجاه إعادة التفاوض مع إيران.

وتقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أشار إلى تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم، مما أثار مخاوف جديدة بشأن نوايا طهران الحقيقية.

ومع ذلك، لا يزال هناك تردد في اتخاذ إجراءات حازمة، وسط مخاوف من تأثير أي تصعيد على الاستقرار الإقليمي، هذا التردد يُفسر بأنه فرصة لطهران لمواصلة برنامجها النووي، ما يزيد من تعقيد الجهود الدولية الرامية لاحتواء إيران.

 

 

محاولات طهران لإحياء الاتفاق النووي

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، تكافح إيران لإحياء الاتفاق من خلال التواصل مع أطراف الاتفاق المتبقية، مع التركيز على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وتعتبر طهران أن العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن يمكن أن تحقق مكاسب استراتيجية، ليس فقط من حيث تخفيف الضغوط الاقتصادية، بل أيضًا كوسيلة لإعادة تعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، كما تراهن إيران على أن إدارة بايدن قد تكون أكثر مرونة في التعامل معها مقارنة بالإدارة السابقة، مما يتيح فرصة لإعادة التفاوض على شروط أكثر ملائمة لمصالحها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *