مناهضون
تستمر الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأحواز العربية، وهي جزء من سياسات ممنهجة تنفذها سلطات الاحتلال الإيراني لإسكات الأصوات المطالبة بالحرية والعدالة تحت ستار الأمن القومي، يتم ارتكاب جرائم داخل السجون الأحوازية ضد المعتقلين السياسيين والمدنيين.
الاعتقالات التعسفية
تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 500 شخص من الأحواز قد تم اعتقالهم خلال عام 2022، وذلك خلال مداهمات ليلية قامت بها قوات الأمن الإيرانية.
وتظهر مقاطع الفيديو المسربة من كاميرات المراقبة في بعض الأحياء الأحوازية مشاهد عنيفة لاقتحام المنازل واعتقال الرجال والنساء وحتى الأطفال.
كما تُظهر الوثائق القضائية أن هذه الاعتقالات غالباً ما تكون بلا مذكرات توقيف، مع تهم غامضة مثل “تهديد الأمن القومي” و”نشر الفتنة”.
التعذيب داخل السجون
تعدّ ممارسات التعذيب داخل السجون الأحوازية ممارسة منهجية تهدف إلى إرغام المعتقلين على الاعتراف بتهم ملفقة.
ويُوثق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية شهادات معتقلين سابقين تعرضوا للضرب المبرح والصعق الكهربائي والتعليق من الأطراف لفترات طويلة، وتُظهر الصور الملتقطة لجروح وكدمات على أجساد المعتقلين دلائل دامغة على التعذيب.
كما أن بعض المعتقلين يروون كيف تم تهديدهم باعتقال أفراد أسرهم أو حتى الاعتداء الجنسي عليهم إذا لم يعترفوا بالتهم الموجهة إليهم.
الظروف اللاإنسانية داخل السجون
كما أن الصور المسربة من داخل السجون الأحوازية تُظهر الظروف المزرية التي يُحتجز فيها السجناء، والزنازين مكتظة بالسجناء، دون تهوية كافية أو مياه نظيفة.
كما تُظهر صور أخرى وجود حشرات وقذارة في الزنازين، بينما يقف السجناء في طوابير للحصول على وجبة طعام رديئة.
وفي إحدى الشهادات، يروي أحد السجناء: “كان علينا النوم بالتناوب لأن الزنزانة كانت مكتظة لدرجة لا تسمح للجميع بالنوم في نفس الوقت”.
كما تفيد تقارير حقوقية بعدم توفر الرعاية الصحية، حيث تموت بعض الحالات المرضية دون الحصول على العلاج اللازم.
التمييز العرقي والديني
يشير تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن التمييز العرقي والديني ضد الأحوازيين يمثل جزءاً من سياسات القمع داخل السجون.
وتُظهر الوثائق المسربة من إدارة السجون توجيهات بحصر السجناء العرب في زنازين منفصلة، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
وفي إحدى الشهادات، يروي أحد المعتقلين أنه تم منعه من الاحتفال بأحد الأعياد الدينية وتمت معاقبته بالضرب عند اعتراضه، كما يتم تجاهل السجناء العرب في توزيع الموارد الأساسية مثل الطعام والماء، مما يزيد من معاناتهم.
الاعتداءات الجنسية والتحرش
تُفيد تقارير منظمات حقوق الإنسان بوجود حالات متعددة من الاعتداءات الجنسية والتحرش داخل السجون.
وإحدى السجينات السابقات تروي كيف تم تهديدها بالاغتصاب أمام زملائها في الزنزانة لإجبارها على الاعتراف بتهم لم ترتكبها.
وتُظهر تقارير أخرى كيف يتم استخدام التحرش كوسيلة للإذلال وكسر الإرادة، وهذه الشهادات تعكس نمطاً متكرراً وممنهجاً للاعتداء الجنسي كجزء من أساليب القمع داخل السجون الأحوازية.
المحاكمات الجائرة والأحكام التعسفية
تفيد الوثائق القضائية المسربة بأن العديد من السجناء الأحوازيين يخضعون لمحاكمات سريعة تفتقر إلى أدنى معايير العدالة، وتُظهر وثيقة صادرة عن إحدى المحاكم الثورية أنه تم الحكم على أحد النشطاء بالإعدام بعد محاكمة استمرت أقل من ساعة، استندت إلى اعترافات انتزعت تحت التعذيب.
كما تُظهر شهادات أخرى كيف يتم توجيه اتهامات مثل “التجسس” و”التحريض على العنف” بناءً على أدلة واهية أو من دون أدلة على الإطلاق.