مناهضون
يمثل احتلال إيران للأحواز واحدًا من أكثر القضايا التاريخية والإنسانية تعقيدًا في منطقة الشرق الأوسط، فمع مرور 100 عام على هذا الاحتلال، لا يزال الشعب الأحوازي يواجه التهميش، والاضطهاد، والسياسات القمعية التي تهدف إلى محو هويته العربية.
– الموقع والأهمية الجغرافية:
يقع الأحواز في جنوب غرب إيران، ويمتد على ضفاف نهر كارون والخليج العربي، ويتميز بموارده الطبيعية الغنية، وعلى رأسها النفط والغاز، مما جعله محط أطماع القوى الإقليمية والدولية.
– تاريخ الأحواز قبل الاحتلال:
قبل الاحتلال الإيراني، كان الأحواز يتمتع باستقلال شبه كامل تحت حكم الدولة الكعبية، التي كانت تدير شؤون الإقليم وتتمتع باعتراف دولي ضمنيًا، خاصة من الدولة العثمانية وبريطانيا.
-الغزو الإيراني واحتلال الأحواز (1925):
في عام 1925، قام رضا شاه بهلوي بغزو الأحواز واعتقال آخر حاكم عربي للأحواز، الشيخ خزعل الكعبي، بمؤامرة مشتركة بين إيران وبريطانيا.
ومنذ ذلك الوقت، تم ضم الإقليم قسرًا إلى إيران، وبدأت سلسلة من الإجراءات الاستعمارية الإيرانية التي استهدفت تغيير ديموغرافية الإقليم والقضاء على هويته العربية.
◄سياسات إيران في الأحواز بعد الاحتلال
– القمع السياسي والتهميش:
منذ احتلال الأحواز، اعتمدت الحكومات الإيرانية المتعاقبة سياسات قمعية بحق السكان العرب، منها:
منع استخدام اللغة العربية في التعليم والإعلام.
اعتقال وقمع النشطاء السياسيين المطالبين بالحقوق الأحوازية.
فرض سياسات تهدف إلى القضاء على الهوية الثقافية العربية في الإقليم.
– التغيير الديموغرافي والتهجير القسري:
تبنّت إيران مخططًا لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز عبر:
تهجير السكان العرب قسرًا إلى مناطق أخرى داخل إيران.
توطين الفرس وغير العرب في الإقليم، خاصة في المدن الكبرى مثل الأحواز العاصمة والمحمرة وعبادان.
تهميش العرب في سوق العمل، وحرمانهم من فرص اقتصادية متكافئة.
– الاستغلال الاقتصادي ونهب الثروات:
رغم أن الأحواز تُعتبر أغنى الأماكن الإيرانية من حيث الموارد الطبيعية، إلا أن سكانه يعيشون في فقر مدقع بسبب السياسات الاقتصادية الإيرانية التي تستغل النفط والغاز لصالح الحكومة المركزية في طهران، بينما تحرم الأحوازيين من الاستفادة من ثرواتهم.
◄المقاومة الأحوازية عبر 100 عام
– الانتفاضات والمقاومة المسلحة:
لم يتوقف النضال الأحوازي منذ احتلال الإقليم، حيث شهدت الأحواز العديد من الانتفاضات، أبرزها:
انتفاضة 1928: التي قادتها القبائل العربية ضد الاحتلال الإيراني بعد سقوط الدولة الكعبية.
انتفاضة 1979: التي اندلعت بالتزامن مع الثورة الإيرانية، حيث طالب الأحوازيون بحقوقهم القومية، لكنهم واجهوا قمعًا شديدًا من النظام الجديد.
انتفاضات 2005 و2011 و2018: التي جاءت على خلفية القمع المستمر وحرمان الأحوازيين من حقوقهم السياسية والاقتصادية.
– الدور السياسي والدبلوماسي للأحوازيين في الخارج:
أنشأت الأحزاب والحركات الأحوازية منظمات في الخارج تهدف إلى إيصال القضية إلى المحافل الدولية، والتي تسعى إلى تدويل القضية وكسب الدعم الإقليمي والدولي.
◄الأحواز في السياق الإقليمي والدولي
– الموقف العربي من القضية الأحوازية:
رغم الروابط القومية والتاريخية بين الأحواز والدول العربية، فإن الموقف العربي تجاه القضية الأحوازية ظل ضعيفًا نسبيًا، مع بعض الاستثناءات التي شهدت اهتمامًا سياسيًا وإعلاميًا محدودًا بالقضية.
– الموقف الدولي وتأثير القوى الكبرى:
تتعامل الدول الكبرى بحذر مع القضية الأحوازية، حيث تُعتبر إيران لاعبًا مهمًا في المعادلات الدولية، ما أدى إلى تهميش القضية في العديد من المحافل الدولية.
ومع ذلك، بدأت بعض المنظمات الحقوقية والبرلمانات الغربية في إبداء اهتمام متزايد بحقوق الأحوازيين.
◄سيناريوهات المستقبل ومآلات القضية الأحوازية
– احتمالات تصاعد الحراك الأحوازي:
مع تزايد الضغط الشعبي والأزمات الاقتصادية في إيران، قد نشهد تصاعدًا في الاحتجاجات داخل الأحواز، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى الداخلية.
– تأثير المتغيرات الإقليمية والدولية:
استمرار الضغوط الدولية على إيران قد يساهم في إبراز القضية الأحوازية على الساحة الدولية.
تنامي الدور العربي في دعم القضايا القومية قد يفتح الباب أمام تبنّي ملف الأحواز بشكل أكثر جدية.
– خيارات إيران في التعامل مع الأحواز:
قد تلجأ إيران إلى مزيد من القمع العسكري لإخماد الحراك الأحوازي.
أو قد تضطر، تحت ضغط دولي، إلى تقديم بعض التنازلات في مجال الحقوق المدنية والسياسية للأحوازيين.