مناهضون
منذ ثورة 1979، تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال دعم وتدريب وتسلح الجماعات المسلحة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة في ظل النزاع المستمر بين حماس وإسرائيل، برزت شبكة الميليشيات المدعومة من إيران كأداة رئيسية في استراتيجيتها الإقليمية.
- التوسع الاستراتيجي الإيراني بعد الثورة
بعد الثورة الإسلامية عام 1979، تسعى القيادة الإيرانية الجديدة بقيادة الزعماء الشيعة الأصوليين إلى توسيع تأثيرها عبر دعم الجماعات المسلحة خارج حدودها.
وتمثل هذه الاستراتيجية استجابةً للتهديدات الإقليمية ولتوسيع نطاق النفوذ الإيراني، خاصة بعد الحرب مع العراق (1980-1988) التي أنهكت الاقتصاد والبشر.
الميليشيات المدعومة من إيران
- حزب الله في لبنان
تأسس حزب الله في لبنان عام 1982، مستلهماً من الثورة الإيرانية، وتلقت الجماعة دعماً ملحوظاً من طهران، والذي ساعدها على أن تصبح قوة عسكرية وسياسية رئيسية في لبنان.
وعلى الرغم من انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، واصل حزب الله مهاجمة إسرائيل، مما أسفر عن صراعات متكررة، بما في ذلك حرب 2006.
فالتصعيد الأخير بعد الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023 أدى إلى تصعيد جديد مع إسرائيل، حيث هدد حزب الله بالرد على الهجمات الإسرائيلية.
- المتمردون الحوثيون في اليمن
دعمت إيران المتمردين الحوثيين في اليمن، والذين ينتمون إلى الفرع الزيدي من الإسلام الشيعي. منذ عام 2014، سيطر الحوثيون على شمال غرب اليمن، مستفيدين من الأسلحة والتدريب الإيرانيين، مما عزز قدراتهم العسكرية بشكل ملحوظ.
- الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا
العراق، بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، استثمرت إيران في دعم الميليشيات الشيعية لتعزيز نفوذها في البلاد، ساهمت هذه الميليشيات في زعزعة الاستقرار وتعزيز التأثير الإيراني.
سوريا، منذ بداية النزاع السوري عام 2011، تدخلت إيران لدعم نظام بشار الأسد، مستعينةً بحزب الله والميليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان وباكستان، هذا التدخل ساعد في إنقاذ النظام السوري وتأمين طريق الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى لبنان عبر سوريا.
وقد أثبتت إيران قدرتها على إنشاء شبكة معقدة من الأذرع الإقليمية من خلال دعم الميليشيات والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
ورغم التحديات الاقتصادية والبشرية، لا تزال طهران تستخدم هذه الأذرع كأداة أساسية في استراتيجيتها الإقليمية، مما يعزز نفوذها ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.