مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

الأحواز.. قضية العرب المنسية هل تعود لأحضان أهلها؟

مناهضون

 

 

تُعد منطقة الأحوازإحدى القضايا الإنسانية التي ظلت لعقود مغيبة عن الوعي العربي والدولي، وذلك منذ أن وقعت تحت قبضة الاحتلال الإيراني حتى الأن.

وتحتضن الأحواز ملايين من العرب، الذين يعيشون في ظل سياسات التمييز والاضطهاد التي تمارسها سلطات الإيرانية الاحتلال، وتعد الأحواز ذات أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة، إذ تمتلك أكثر من 90% من ثروة ما تسمى بإيران النفطية والغازية الحالية، ورغم هذا، يعيش سكانها في فقر مدقع وتهميش مستمر.

 

 

تاريخ الأحواز

يعود تاريخ الأحواز إلى العصور القديمة، حيث كانت موطناً للقبائل العربية التي استوطنت المنطقة منذ آلاف السنين.

ففي العصور الوسطى، أصبحت المنطقة جزءاً من الدولة العباسية، واستمرت في الحفاظ على هويتها العربية.

وفي عام 1925، تغيرت ملامح المنطقة بشكل جذري بعد أن ضمتها إيران تحت حكم رضا شاه بهلوي، الذي ألغى الحكم الذاتي للأحواز وفرض السيادة الإيرانية على المنطقة.

منذ ذلك الحين، بدأت الحكومة الإيرانية بتنفيذ سياسات تهدف إلى تغيير الطابع العربي للمنطقة، من خلال فرض اللغة الفارسية وحظر الرموز الثقافية العربية.

 

 

الهوية الثقافية والدينية

رغم محاولات الاحتلال الإيراني لطمس الهوية العربية، حافظ الأحوازيون على تقاليدهم ولغتهم وثقافتهم، وتعتبر اللغة العربية جزءاً لا يتجزأ من هوية الأحوازيين، ورغم ذلك، يواجهون قيوداً مشددة على استخدامها، خاصة في المؤسسات التعليمية والإعلامية.

 

إلى جانب الهوية الثقافية، يمثل الدين جزءاً مهماً من هوية الأحوازيين، حيث يعتنق الأغلبية الإسلام السني، في حين تروج الحكومة الإيرانية للمذهب الشيعي، مما يؤدي إلى توتر ديني إضافي في المنطقة.

 

 

التمييز الاقتصادي والاجتماعي

يُعاني سكان الأحواز من تهميش اقتصادي واجتماعي كبير. على الرغم من الثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، إلا أن مستوى الفقر بين سكانها مرتفع جداً.

و تُعتبر البطالة ونقص الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية من أبرز التحديات التي يواجهها السكان، بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر المياه مشكلة أساسية، حيث يعاني السكان من شح المياه وتلوثها بسبب السياسات الحكومية التي تهدف إلى تحويل مسار الأنهار إلى مناطق أخرى داخل إيران.

 

 

الاحتجاجات والمقاومة

لم تكن مقاومة الأحوازيين لقمع السلطات الإيرانية وليدة اليوم، بل هي جزء من نضال طويل يمتد لعقود.

وشهدت المنطقة العديد من الانتفاضات والاحتجاجات التي تطالب بالحقوق الأساسية، منها الحق في استخدام اللغة العربية والحق في العمل والعيش بكرامة.

وتُقابل هذه الاحتجاجات بالقمع الشديد من قبل السلطات الإيرانية، التي تلجأ إلى استخدام القوة والعنف لإخمادها، مما يؤدي إلى اعتقالات جماعية وعمليات إعدام ميدانية.

 

 

الاعتقالات التعسفية والانتهاكات

تعاني الأحواز من حملة اعتقالات تعسفية واسعة النطاق تستهدف النشطاء السياسيين والثقافيين، وأي شخص يشتبه في دعمه للقضية الأحوازية، وتُعد هذه الاعتقالات جزءاً من سياسات قمعية تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة ومنع أي نشاط يطالب بالحقوق.

كما يتعرض المعتقلون في سجون الاحتلال الإيراني لمعاملة قاسية، تشمل التعذيب والإهمال الطبي، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

 

 

الموارد الطبيعية واستغلالها

تعتبر الأحواز واحدة من أغنى المناطق في العالم بالموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز. ورغم هذه الثروة، إلا أن سكانها يعانون من فقر مدقع.

وتُستغل هذه الموارد بشكل مكثف لصالح الحكومة الإيرانية، دون أن يعود بالنفع على السكان المحليين، بدلاً من ذلك، يُواجه الأحوازيون نقصاً في الخدمات الأساسية وارتفاعاً في معدلات البطالة والفقر، ويتجلى هذا الاستغلال في المشاريع الحكومية التي تهدف إلى تحويل موارد الأحواز إلى باقي مناطق إيران، دون مراعاة حقوق السكان الأصليين.

 

 

الصمت العربي والدولي

تُعتبر قضية الأحواز من القضايا التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي على المستوى العربي والدولي.

يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها التركيز على قضايا أخرى مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والحروب الأهلية في سوريا واليمن.

بالإضافة إلى ذلك، يُعزى الصمت العربي إلى تعقيدات العلاقات الإقليمية والدولية، والخوف من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ومع ذلك، تبقى مسؤولية دعم قضية الأحواز تقع على عاتق الدول العربية والمنظمات الحقوقية والدولية، من خلال تسليط الضوء على معاناة الأحوازيين ودعم حقوقهم في المحافل الدولية.

 

 

كيف يمكن دعم قضية الأحواز؟

إحياء قضية الأحواز يتطلب خطوات عملية من المجتمع الدولي والعالم العربي، يمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. التوعية الإعلامية: تسليط الضوء على قضية الأحواز من خلال وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لنقل معاناة الشعب الأحوازي إلى العالم.

 

2. الدعم الحقوقي: دعم المنظمات الحقوقية التي تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الأحواز وتقديمها إلى المحافل الدولية.

 

3. الضغط الدبلوماسي: ممارسة الضغط الدبلوماسي على إيران لاحترام حقوق الأحوازيين ووقف سياسات القمع والتمييز.

 

4. التضامن الشعبي: تنظيم حملات تضامنية وندوات ثقافية تهدف إلى إحياء التراث العربي للأحواز وتعزيز الوعي بالقضية.

 

 

الجدير بالذكر أن قضية الأحواز تظل واحدة من القضايا العربية التي تستحق الاهتمام والدعم، حيث يعاني الأحوازيون من قمع منهجي وتمييز عرقي يهدد وجودهم وهويتهم، كما إن إحياء قضية الأحواز في الوعي العربي والدولي هو خطوة ضرورية لتحقيق العدالة والكرامة لهذا الشعب.

ويتوجب على العالم العربي والمجتمع الدولي أن يقفوا إلى جانب الأحوازيين في نضالهم من أجل حقوقهم وكرامتهم، وأن يعملوا معاً لوضع حد للظلم الذي يتعرضون له.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *