مناهضون
تمر الذكرى المئوية للاحتلال الإيراني للأحواز، التي كانت في يوم من الأيام مملكة مزدهرة ذات سيادة، مئة عام من الظلم والقهر فرضها الاحتلال الإيراني على شعبٍ أعزل، ولكنه لم ينجح في طمس هويته أو كسر إرادته.
ورغم التحديات، لا يزال الشعب الأحوازي متمسكًا بأمل الحرية، عاقدًا العزم على تحرير أرضه من نير الاحتلال الإيراني.
منذ عام 1925، حينما استولى الاحتلال الفارسي على مملكة الأحواز، لم تتوقف الأرض عن الغليان، ولم يخمد صوت الثورة في قلوب الأحوازيين.
فقد شهدت المنطقة العديد من المحطات الثورية والمقاومة الشعبية المستمرة، رغم محاولات طمس الهوية الأحوازية عبر السياسات الفارسية التي سعت إلى تفريس الأرض والشعب، ولكن في كل مرة، كانت المقاومة الأحوازية تظهر أكثر قوة وصلابة.
احتلال الأحواز:
لم يكن الاحتلال الإيراني مجرد احتلال عسكري، بل كان بمثابة عملية تفريس ممنهجة شملت تغيير الأسماء، تهجير السكان، ومحاولة طمس كل ما هو أحوازي من ثقافة ووجود.
والفاشية الفارسية عملت على فرض سياسة استيطانية، بما في ذلك بناء المستوطنات الإيرانية على الأراضي الأحوازية بهدف تغيير التركيبة السكانية، بالإضافة إلى قمع الثقافة العربية وإغلاق المؤسسات التعليمية التي كانت تعلم اللغة العربية.
ولكن رغم جميع هذه المحاولات، قاوم الشعب الأحوازي ببسالة، عبر تاريخه الطويل من النضال والمقاومة.
من الانتفاضات الشعبية إلى التنظيمات السياسية والعسكرية، لم يتوقف الشعب عن البحث عن سبل للتحرر، وكان دائمًا يسعى لخلق جبهات مقاومة تكون قادرة على مواجهة قوى الاحتلال.
الأحواز ستتحرر قريبًا:
وعلى الرغم من مرور مئة عام على الاحتلال، فإن الشعب الأحوازي على يقين أن الاحتلال الإيراني إلى زوال، وأن الحرية قادمة لا محالة.
فقد أصبحت المقاومة الأحوازية أكثر تنظيماً، مدعومة بعوامل عدة منها التضامن العربي والدولي، بالإضافة إلى الدور المتنامي للقوى الوطنية في داخل الأحواز وفي الخارج.
والتطورات في المنطقة والعالم اليوم تدل على أن الزمن قد حان للتغيير، فالاحتلال الإيراني الذي طال مملكة الأحواز، وعمل على قمع شعبها لأكثر من قرن، بدأ يعاني من هشاشة داخلية بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية، وكذلك بفعل الضغوطات المتزايدة من قوى إقليمية ودولية.
إن الإرادة الحديدية للأحوازيين، وأصواتهم التي لا تنطفئ في الداخل والخارج، تشير إلى أن يوم التحرير بات قريبًا.
والشعب الأحوازي الذي بذل دماءً وأرواحًا في سبيل حقوقه وكرامته، لن يرضى بأن يظل خاضعًا للاحتلال بعد اليوم.
بل إن الاحتجاجات المستمرة والتحركات السياسية والإنسانية التي تُنظم في الداخل والخارج تبرز زخمًا كبيرًا نحو الاستقلال واستعادة السيادة على الأرض الأحوازية.
مستقبل الأحواز بعد التحرير:
بعد تحرير الأحواز، سيكون أمام الشعب الأحوازي الفرصة لبناء دولته الحرة والمستقلة، التي ستستعيد هويتها العربية وتحقق العدالة لشعبها.
ويُتوقع أن تكون هذه اللحظة تاريخية، ليس فقط للأحوازيين، ولكن أيضًا لكل شعوب المنطقة التي تكافح ضد الاحتلال والطغيان.
وستستعيد الأحواز مكانتها الاستراتيجية كداعم رئيسي للأمن العربي، مع دور مهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
وبذلك، فإن الذكرى المئوية للاحتلال الإيراني هي أيضًا تذكير قوي بأن الاحتلال لا يدوم، وأن النضال من أجل الحرية والكرامة سيستمر حتى يتحقق النصر، وتعود الأرض الأحوازية إلى أصحابها الشرعيين.