مناهضون
كانت المرأة الأحوازية رمزًا للقوة والتحدي في وجه الاحتلال الإيراني الذي استمر لعقود طويلة، مستهدفًا ليس فقط الأرض والموارد، بل أيضًا الهوية والثقافة، وفي هذا السياق لعبت المرأة الأحوازية دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية الوطنية لشعبها، ومقاومة محاولات الاحتلال لتهميشها وإسكات صوتها، ورغم الضغوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أثبتت أنها عنصر لا غنى عنه في معركة الصمود والنضال الأحوازي.
المرأة الأحوازية وحفظ الهوية الثقافية:
منذ احتلال الأحواز عام 1925، سعى نظام الاحتلال الإيراني إلى طمس الهوية العربية للأحواز عبر فرض سياسات فارسية، مثل منع استخدام اللغة العربية وتجريم التعليم بها، ومع ذلك لعبت المرأة الأحوازية دورًا كبيرًا في نقل اللغة والثقافة العربية إلى الأجيال الجديدة من خلال التعليم المنزلي ورواية القصص الشعبية وغرس القيم الوطنية في عقول أبنائها.
كما حافظت على الزي التقليدي الذي يُعبر عن الهوية الأحوازية، متخذةً منه أداة للمقاومة الثقافية في وجه محاولات فرض الأزياء الفارسية.
المرأة الأحوازية في النضال السياسي:
لم تكن المرأة الأحوازية بعيدة عن ميادين السياسة والمقاومة، فقد انخرطت في التظاهرات المناهضة للاحتلال، حيث كانت تشارك في تنظيم الاحتجاجات السلمية ونقل الرسائل بين المقاومين.
كما لعبت دورًا هامًا في إيصال معاناة الشعب الأحوازي إلى العالم عبر وسائل الإعلام والمنظمات الدولية.
وبرزت شخصيات نسائية أحوازية في مشهد النضال، منهن من اعتقلتهن السلطات الإيرانية ومنهن من دفعن حياتهن ثمنًا لمواقفهن البطولية.
الصمود في مواجهة القمع والاعتقال:
عانت المرأة الأحوازية من سياسات قمعية ممنهجة، شملت الاعتقال التعسفي والتعذيب داخل السجون الإيرانية، ورغم هذه المعاناة، ظلت صامدة وقادرة على مواجهة التحديات.
فالنساء المعتقلات كنّ بمثابة مشاعل أمل للمجتمع الأحوازي، إذ أظهرن أن المقاومة لا تعرف حدودًا أو قيودًا.
المرأة الأحوازية والمقاومة الاقتصادية:
في ظل السياسات الاقتصادية الإيرانية التي هدفت إلى تفقير الأحواز وإفقار سكانه، اضطرت المرأة الأحوازية إلى لعب دور اقتصادي حيوي، سواء من خلال العمل في الزراعة أو الحرف اليدوية، للحفاظ على استقرار أسرتها وضمان استمرارها في مواجهة الفقر والتهميش.
المرأة الأحوازية والتعليم كأداة مقاومة:
رغم محاولات الاحتلال تقييد التعليم في الأحواز، أصرت المرأة الأحوازية على تعليم أبنائها، معتبرةً ذلك أداة أساسية لبناء وعي جيل جديد قادر على حمل قضية الأحواز، ولم تتوقف عند حدود التعليم النظامي، بل قامت بتعليم اللغة العربية في المنازل، متحدية بذلك القوانين القمعية التي تحظر ذلك.