مناهضون
يُعد مخطط إسكان القبائل غير العربية إحدى الأدوات التي استخدمتها الحكومات الإيرانية المتعاقبة لتنفيذ تهجير قسري منظم، يهدف إلى إضعاف الهوية العربية وفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم الأجندة السياسية للنظام.
بدأت سياسات التهجير القسري في الأحواز منذ احتلال الأحواز عام 1925 بعد إسقاط حكم الشيخ خزعل الكعبي من قبل رضا شاه بهلوي، ومنذ ذلك الوقت استُخدمت عدة استراتيجيات لطمس الهوية العربية، أبرزها:
سياسة التهجير القسري: تهجير السكان العرب الأصليين قسرًا من قراهم ومدنهم إلى مناطق أخرى داخل وخارج الأحواز.
سياسة الاستيطان المنهجي: جلب قبائل من مناطق فارسية مختلفة، مثل لورستان وأصفهان وكرمان، وإسكانهم في المدن الأحوازية الرئيسية.
سياسة التغيير اللغوي والثقافي: فرض اللغة الفارسية في التعليم والمؤسسات الحكومية، ومنع استخدام اللغة العربية.
وفي عهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تصاعدت هذه السياسات بشكل كبير، لا سيما بعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام 1980، حيث اعتبر النظام أن سكان الأحواز يشكلون “طابورًا خامسًا” يجب تفكيكه.
◄آليات تنفيذ مخطط إسكان القبائل
تستخدم سلطات الاحتلال الإيراني عدة آليات لتنفيذ مخططها الديموغرافي، أبرزها:
– نقل القبائل الفارسية إلى المدن الأحوازية:
استقدام عائلات فارسية وإسكانها في أحياء حديثة البناء ضمن الأحواز العاصمة وعبادان والمحمرة.
منح المستوطنين وظائف حكومية وسكنًا مجانيًا وامتيازات اقتصادية، ما يشجعهم على الاستقرار.
– مشاريع الإسكان الكبرى:
إنشاء مستوطنات سكنية كبيرة تحت مسميات التنمية الحضرية، مثل مشاريع “إسكان مهر” التي استهدفت مناطق عربية في الأحواز.
تخصيص أراضٍ زراعية للمستوطنين الفرس على حساب أراضي المزارعين الأحوازيين.
– تجفيف الأنهار وتحويل الموارد الطبيعية:
تحويل مياه نهر كارون والكرخة إلى محافظات أخرى كأصفهان ويزد، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وهجرة آلاف المزارعين العرب.
استخدام مبررات بيئية واهية لتبرير تهجير القرى العربية وإحلال مستوطنين من مناطق فارسية.
– التجنيس ومنح الامتيازات:
منح الجنسيات والامتيازات للمهاجرين من محافظات إيران الفارسية.
تمييز المستوطنين في التوظيف والتعليم على حساب السكان الأصليين.
◄الأهداف الاستراتيجية للمخطط
تسعى سلطات الاحتلال الإيراني عبر مخطط إسكان القبائل إلى تحقيق أهداف متعددة، أبرزها:
– التغيير الديمغرافي:
خفض نسبة العرب في الأحواز عبر تهجيرهم وجلب سكان من قوميات أخرى.
تحقيق التوازن الديمغرافي لصالح غير العرب، خاصة الفرس.
– طمس الهوية الثقافية العربية:
القضاء على الهوية العربية من خلال التضييق على اللغة والثقافة.
فرض الثقافة الفارسية كواقع اجتماعي وحيد.
– السيطرة على الموارد الطبيعية:
الاستيلاء على الأراضي الزراعية الخصبة والموارد المائية الغنية.
حرمان العرب من الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية.
– تعزيز السيطرة الأمنية:
تفكيك المجتمع الأحوازي عبر زرع عناصر موالية للنظام في الأحياء والمدن.
منع نشوء حركات مقاومة عربية ذات طابع قومي.
◄الآثار الاجتماعية والاقتصادية
– الآثار الاجتماعية:
تهجير آلاف العائلات الأحوازية من أراضيها التاريخية.
تفكيك النسيج الاجتماعي عبر إدخال عناصر غريبة عن المجتمع.
خلق بيئة من التوتر بين السكان الأصليين والمستوطنين الجدد.
– الآثار الاقتصادية:
ارتفاع معدلات البطالة بين الأحوازيين نتيجة تفضيل المستوطنين في التوظيف.
تدهور القطاع الزراعي بعد مصادرة الأراضي وتجفيف الأنهار.
تزايد معدلات الفقر في الأحياء العربية القديمة.
◄ردود الفعل الأحوازية
رغم القمع الأمني الشديد، لم تتوقف المقاومة الأحوازية في مواجهة هذا المخطط، وقد برزت عدة أشكال للمقاومة:
– الاحتجاجات الشعبية:
شهدت الأحواز احتجاجات متكررة رفضًا لسياسات التهجير، أبرزها احتجاجات 2005 و2011 و2021.
– المقاومة المسلحة:
ظهرت بعض الفصائل المسلحة التي استهدفت منشآت ومقرات تابعة لنظام الاحتلال الإيراني