مناهضون
يشكل الأحواز أحد أبرز المناطق التي تعاني من القمع الممنهج على يد نظام الاحتلال الإيراني، ويتميز بأغلبيته العربية، وامتلاكه ثروات طبيعية كبيرة، أبرزها النفط والمياه العذبة، مما جعله هدفًا دائمًا للسياسات القمعية الإيرانية.
وعلى مدار عقود، استخدمت السلطات الإيرانية سجونها ومراكز الاعتقال السرية كأدوات لقمع الحركة الوطنية والثقافية والسياسية للأحوازيين، مستهدفة النشطاء، المثقفين، الشباب، وحتى المدنيين العزل، في إطار خطة ممنهجة للسيطرة على الأحواز وقمع أي شكل من أشكال المطالبة بالحقوق الوطنية.
ـ الاعتقالات التعسفية والتعذيب:
تستخدم سلطات الاحتلال الإيراني أساليب متعددة لقمع النشطاء في الأحواز، أبرزها الاعتقالات التعسفية التي غالبًا ما تتم دون أمر قضائي، وتستمر لفترات طويلة في السجون السرية قبل إحالتهم إلى محاكمات صورية.
كما أظهرت شهادات عدد من المعتقلين تعرضهم لصدمات كهربائية، ضرب مبرح، الحرمان من النوم والطعام، والتحرش النفسي، بهدف انتزاع اعترافات قسرية.
هذه الانتهاكات تؤكد الطبيعة المنهجية للقمع الإيراني، والتي لا تقتصر على النشطاء السياسيين بل تشمل أي شخص يُشتبه في نشاطه الوطني أو الثقافي.
ـ المحاكمات الصورية وأحكام الإعدام:
نظام الاحتلال الإيراني يعتمد على المحاكمات الصورية كوسيلة لإضفاء شرعية زائفة على انتهاكاته:
الاعترافات القسرية: غالبًا ما تُستخرج تحت التعذيب، ويتم استخدامها كأساس لإصدار أحكام الإعدام ضد المعتقلين.
الإعدامات الميدانية: أعدمت السلطات أربعة نشطاء أحوازيين في سجن سبيدار بمدينة الأهواز، ورفضت تسليم جثثهم لعائلاتهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
استهداف الشباب: الشباب الأحوازي هم الأكثر عرضة للتصفية، سواء عبر الإعدام أو الاغتيالات المباشرة على أيدي عناصر أمنية تابعة للاستخبارات الإيرانية.
ـ استهداف النشطاء الثقافيين والمجتمع المدني:
لم تقتصر الانتهاكات على النشطاء السياسيين، بل شملت المثقفين والأكاديميين والصحفيين:
حالات بارزة: اعتُقل الشاعر رضا الحزباوي بعد تعرضه لشهر من التعذيب الشديد، وتم توجيه تهمة “التعاون مع نشطاء سياسيين أجانب” له.
القمع الثقافي: تُستهدف المدارس والجمعيات الثقافية العربية، ويتم التضييق على النشطاء الاجتماعيين، بهدف محو الهوية الثقافية للأقلية العربية في الأحواز.
ـ الأبعاد القانونية والحقوقية:
الانتهاكات في الأحواز تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي:
انتهاك حقوق الإنسان: تشمل الحرمان من المحاكمة العادلة، الاعتقالات التعسفية، التعذيب، والإعدام خارج القضاء.
إدانة المنظمات الدولية: أدانت منظمات حقوق الإنسان، مثل العفو الدولية، هذه الانتهاكات، مؤكدة أنها تستهدف المجتمع المدني والناشطين السياسيين في الأحواز تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
غياب الرقابة الدولية: السلطات الإيرانية تمنع الوصول إلى المعتقلين ورفضت التحقيقات الدولية، مما يجعل توثيق الانتهاكات صعبًا لكنه مستمر عبر الشهادات والشهود المحليين.
ـ استهداف الشباب كأداة للقمع:
يعد الشباب عنصرًا مركزيًا في المقاومة الوطنية والثقافية للأحواز، لذلك استهدفهم النظام الإيراني بشكل ممنهج:
الاغتيالات المباشرة: تنفيذ عمليات قتل ممنهجة ضد الشباب النشطاء على أيدي عناصر أمنية أو مخابراتية.
التلفيق والمحاكمات الصورية: توجيه تهم كاذبة بهدف تشويه سمعة الشباب وتبرير أحكام الإعدام.
الضغط النفسي والعزلة: استخدام العزل الطويل والتهديد بالعنف ضد العائلات لضمان خضوع الشباب المستهدف.