مناهضون

– 3 أماكن أثرية شاهدة على حضارة إقليم الأحواز

– معبد الملك العيلامي أونتاش ناپیریشا ومدينة وقلعة شوشان الأبرز

– حضارة عيلام الأبرز في تاريخ الأحواز.. من بين مناطقها سهول سوسيانا التي تمثل الأحواز اليوم

– “عيلام” ترجع عهدها إلى عشرين ألف عام وبالتحديد عام 4500 ق.م

– حضارة عيلام استمرت 6 آلاف سنة حتى القرن الرابع عشر الميلادي

– تاريخ حضارة عيلام كشف سر خيرات الأحواز الحالية.. المنطقة بدأت غنية بالتجارية

– أبناء الأحواز ورثوا النضال من حكام عيلام.. والدليل رغبة التحرر من الفرس

من عمر يقارب تاريخ الفراعنة القدامى تأسست حضارة الأحواز قديما، حيث يعود تاريخ الأحواز إلى سبعة آلاف عام قامت على أرضه الحضارة العيلامية وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين، وهو ما تحاول إيران طمسه بعد إحتلال الإقليم في 1925.

3 أماكن أثرية شاهدة على حضارة إقليم الأحواز

وهناك عدد من الأماكن في إقليم الأحواز شاهدة على تلك الحضارة، فيوجد جغازنبيل باللغة الفارسية وباللغة العيلامية (دارأنتاش) وهو معبد عيلامي في الإقليم تيقع في مدينة شوشان عاصمة عيلام بناها الملك العيلامي أونتاش ناپیریشا عام 1250 ق.م.

والاسم العيلامي لهذا البناء هو زقورة دور إنتاش، من مفردة زقورة السامية الأكدية بمعنى مكان المرتفع أو قمة الجبل و دور أنتاش تركيب مفردة دور والتي تعني في العيلامية بيت او المدينة كما في اللغة العربية و إنتاش اسم الملك العيلامي الذي بنا هذه المدينة و المعبد.

ومن بعد هذا المعبد ننتقل إلى مدينة شوشان أو سوسة مدينة أثارية تقع في إقليم الأحواز كانت عاصمة العيلاميين والبارثيين ومن أهم مُدن الشرق الأدنى القديم.

وهي مدينة عريقة في حقبة العيلامية البدائية، وأحد أهم المدن في الشرق الأدنى القديم، وتقبع أسفل جبال زاغروس نحو 250 كم (160 ميل) شرق نهر دجلة، بين نهر الكرخة ونهر دز. يتضمن الموقع الآن ثلاثة تلال عملاقة، تحتل مساحة تقارب كليومتر مربع واحد، معروفة باسم تل أباندانا، تل أكروبولس، وتل في رويال (المدينة الملكية).

و حقبة سوسة الثالثة كانت في الفترة بين 3100 – 2700 ق.م ، وتعرف بالحقبة العيلامية البدائية، وفي هذا الوقت، سادت الصناعات الخزفية البانشية. وظهرت في الوقت نفسه ألواح الحقبة العيلامية البدائية للمرة الأولى في السجلات. فيما بعد، أصبحت سوسة مركز حضارة عيلام.

وفي تلك المدينة توجد قلعة شوش وتم إنشاؤها في القرن التاسع عشر في الأحواز الواقعة في الضفة الشرقية من الخليج العربي  والتي تُعَد من المعالم الأثرية التي يعود بناؤها إلى العصر القاجاري تم بناء هذه القلعة في عام 1897 للميلاد، فوق أعلى منطقة بمدينة شوش، أي قبل دخول الاحتلال الإيراني في 1925 ميلادية.

ولكن.. متى وكيف بدأت حضارة عيلام؟

وتعد حضارة عيلام هي الأبرز في تاريخ الأحواز، و أطلق اسم عيلام على مملكة ضمت منطقتين هما سهول سوسيانا نسبة الى العاصمة سوسا، ويمثله اليوم الاحواز، ومنطقة المرتفعات والجبال الواقعة الى الشمال الغربي من السهل.

و استمرت تلك الحضارة بين عامي 2700 ق.م. و 539 ق.م، وهي واحدة من أول الحضارات الواقعة في أقصى غرب وجنوب غرب ما يطلق عليه حالياً إيران في الأراضي المنخفضة من محافظتي إيلام و إقليم الأحواز المحتل وجنوب العراق.

وحاضرتها كانت مدينة السوس القديمة (مدينة شوشان الحديثة)، وقد وجد علماء الآثار الفرنسيون في هذا الإقليم منذ جيل مضى آثاراً بشرية يرجع عهدها إلى عشرين ألف عام ، كما وجدوا شواهد تدل على قيام ثقافة راقية يرجع عهدها إلى عام 4500 ق.م .

وعاشت مدينة السوس ستة آلاف من السنين ، شهدت في خلالهما عظمة إمبراطوريات سومر، وبابل، ومصر، وأشور، وفارس، واليونان، وروما؛ وظلت بإسم شوشان، مدينة مزدهرة حتى القرن الرابع عشر الميلادي.

خيرات الأحواز الحالية.. إمتداد لعراقة التاريخ

وكعادتها الأحواز تمتلأ بالخيرات فخلال تاريخها الطويل مرت بفترات مختلفة نمت فيها ثروات نموا عظيما، فعثر فيها أشور بانيبال حين إستولى عليها ونهبها في عام 646 ق.م ذهب وفضة، وحجارة كريمة، وجواهر ملكية، وثياب ثمينة، وأثاث فخم، ومركبات ساقها الفاتحون وراءهم إلى نينوي.

وبنيت الثقافة العيلامية كما باقي الثقافات حول التجارة والموارد، حيث كان موقع عيلام غنيًا زراعيًا الأمر الذي لم يوفر فقط الغذاء والأمن الكافيين للعيلاميين فقط بل كان مصدرًا ثابتًا جيدًا للبيع إلى الدول الأخرى كون المنطقة التي بنيت عليها الحضارة العيلامية لآلاف السنين تمثل نقطةً مهمةً للتجارة بسبب موقعها على طول الخليج العربي بالإضافة إلى قربها من طرق الشحن الرئيسية عبر البر والبحر، نتيجة لذلك استفاد شعب عيلام من الثروات والأعمال الفنية والموارد للعديد من الثقافات الأخرى الأمر الذي أدى لأن تكون الثقافة العيلامية واحدةً من أكثر الثقافات العالمية غنى.

وكأي حضارة، كان لعيلام حكاما أولهم شوتروك ناخونته وتولى من 1185 قبل الميلاد إلى 1155 قبل الميلاد، وهزم القاصيين وأنشأ الإمبراطورية العيلامية قصيرة الأجل التي غزاها نبوخذ نصر الأول من بابل لحوالي 40 عامًا في 1120 ق.م.

أما كوتيك إنشوشيناك كان ملك عيلام حوالي عام 2100 قبل الميلاد، وهو غزا أنشان وتمكن من توحيد معظم عيلام في مملكةٍ واحدةٍ، وشجع على استخدام النص الخطي العالامي لكتابة اللغة العيلامية لذلك يرجع تاريخ معظم النقوش المكتوبة بلغة حضارة عيلام الخطية إلى عهد كوتيك إنشوشيناك لكن لم تكن إنجازاته طويلة الأمد لأنه بعد وفاته سقط النص الخطي في مهب الريح.

وأورتاكوحكم من عام 676 قبل الميلاد إلى 664 قبل الميلاد، أصبحت العلاقات بين إيلام وبابل أكثر ضعفًا في عهده، وبعد وفاته شن الملك الآشوري أسوربانيبال هجومًا بالزوارق خلال هجومٍ على بلاد ما بين النهرين مما أدى إلى احتلال عيلام من قبل الآشوريين.

وجه الشبه بين حكام “عيلام” وأبناء الأحواز

وبالنظر إلى تاريخ حكام “عيلام” قد يكشف لنا سر كفاح الأحواز في الوقت الراهن تجاه الاحتلال الفارسي للإقليم، فكما دافع الحكام عن مدينتهم واستردوها عدة مرات يحاول أبناء الإقليم في الفترة الحالية اكمال ما قاموا به جدودهم من نضال بمحاولة تحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني الذي إحتل المدينة في 1925.

فدخل الجیش الإیراني مدینة المحمرة بتاریخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حکام الکعبیین وقتها وهو خزعل جابر الکعبي، وکان قائد القوات الإيرانية هو رضا خان، ويعد السبب الأصلي لاحتلال لمنطقة الأحواز  إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية (النفط والغاز) والأراضي الزراعية الخصبة حيث بها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي سهلاً زراعياً خصباً تقع فيه الأحواز، فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران اليوم.

ومنذ ذلك التاريخ شهد الإقليم عدد من الإنتفاضات ضد الاحتلال الفارسي من أجل إعادة الإقليم لعروبته، كما يمتنع أبناء الإقليم عن أي مشاركة سياسية مع إيران حتى لا يصنع ذلك شرعية مزيفة من إيران على الإقليم العربي المحتل.