مناهضون
شهدت سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نهاية مفاجئة وصادمة لنظام بشار الأسد الذي استمر في الحكم لعقود، حيث جاء انهيار النظام بوتيرة متسارعة، وسط تخبط داخلي وفشل في مواجهة التحديات المتراكمة.
وبينما كان التلفزيون الرسمي يبث مقطوعات من “بحيرة البجع” لتشايكوفسكي في محاولة لإظهار الهدوء، كانت دمشق تسقط، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ سوريا بعد سنوات من الصراع والانقسامات.
تفاصيل السقوط المفاجئ:
في الوقت الذي كان بشار الأسد يستعد للفرار من العاصمة دمشق بصحبة زوجته أسماء وأطفاله، كان مكتبه يصر على أن الرئيس مشغول بمهام دستورية، لكن الواقع على الأرض كان يتكشف بسرعة، حيث بدأت قواته بالتفكك، وتوالت الانهيارات في صفوف الجيش.
ورغم تطميناته السابقة بأن العاصمة محصنة بحلقة من الفولاذ، انهارت دفاعات النظام مع تقدم المعارضة، وتعهدت روسيا وإيران، الحليفان الرئيسيان للأسد، بدعمه لكن هذه الوعود لم تمنع الانهيار.
فبحلول فجر الأحد، اختفى الأسد وعائلته، وسقطت دمشق بعد حكم دام 24 عامًا، بينما تمت الإطاحة به في غضون 24 ساعة فقط.
إشارات الانهيار:
أكد دبلوماسي عربي كبير أن إشارات سقوط النظام كانت واضحة منذ زمن بعيد، لكنها تجاهلت من قبل الأسد.
وأوضح أن دولًا عربية وتركيا حاولت دفعه نحو الإصلاحات والمصالحة مع المعارضة، لكنه أصر على تعنته، كما تجاهل مطالب وقف إنتاج المخدرات التي أغرقت المنطقة، مفضلاً الاستفادة من عائداتها التي أدخلت مليارات الدولارات إلى خزائنه، في حين أهمل تمويل جيشه وتجهيزه.
وقال دبلوماسي آخر: الأسد جمع مليارات الدولارات لكنه لم يوفر بضعة ملايين لتأمين الوقود لدباباته، مشيرًا إلى أن الأزمة الاقتصادية طالت حتى أكثر المؤسسات العسكرية ولاءً له.
تفكك الجيش وتراجع المقاومة:
مع تفاقم الأزمات، أصدر الأسد قرارًا بزيادة رواتب الضباط في محاولة بائسة لاستعادة السيطرة، لكن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدًا إذ كان الجيش قد تفكك بالفعل.
وأوضح جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن الضباط والجنود كانوا يتقاضون رواتب هزيلة، ما دفعهم للابتزاز عند نقاط التفتيش لتأمين قوت يومهم.
وأضاف: الضباط الذين يتقاضون 30 دولارًا شهريًا، بدأوا بإرسال جنودهم إلى منازلهم لتحصيل رواتبهم، مما أدى إلى انعدام المقاومة في مواجهة تقدم المعارضة، حيث ترك الجنود مواقعهم وأسلحتهم وفروا.
نهاية حقبة وبداية مرحلة جديدة:
وفي مناطق مثل درعا ومعاقل العلويين، سيطرت الفصائل المسلحة التي تصالحت مع النظام مسبقًا على الأرض، مستغلة الانهيار السريع لقوات الأسد.
في حين ركزت ميليشيات قوات النمر، ذات الطابع العلوي، على الدفاع عن معاقلها بدلاً من حماية النظام ككل.