مناهضون
في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، تلوح في الأفق مواجهة عسكرية جديدة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من الحدود الإقليمية، فبعد أن أطفأت إسرائيل معظم حلقات النار التي أحاطت بها من وكلاء إيران في غزة ولبنان وسوريا والعراق، تبدو الأنظار الآن متجهة نحو الحوثيين في اليمن، هذا التصعيد يأتي في سياق تحذيرات إسرائيلية جدية بإعادة تطبيق استراتيجيات شبيهة بحرب عام 1967، حيث يمكن أن يشهد البحر الأحمر وباب المندب مسرحًا جديدًا للصراع، بحسب ما ذكرت “تايمز”.
التوتر الإقليمي وتصعيد الحوثيين:
في الأسابيع الأخيرة، بدأت الأنظار تتجه نحو الحوثيين، الذين يعدّون اليوم الوكيل الإيراني الأخير القادر على تهديد إسرائيل.
فبينما تعرضت ميليشيات طهران في العراق وسوريا لضربات موجعة، واستهدف قياديون بارزون مثل إسماعيل هنية داخل إيران نفسها، يتزايد نفوذ الحوثيين وقدرتهم العسكرية بشكل لافت.
والواقع في اليمن يشير إلى سيطرة الحوثيين على مناطق استراتيجية، أبرزها العاصمة صنعاء. خلال الفترة الأخيرة، صعّد الحوثيون هجماتهم الصاروخية على إسرائيل، معتمدين على صواريخ تفوق سرعة الصوت.
وكتب أحد قادتهم على منصة X باللغة العبرية في ليلة رأس السنة: “المفاجآت قادمة”، مما يعكس تصعيدًا إعلاميًا يترافق مع التهديد العسكري.
إسرائيل تلوّح بتدخل شامل:
بحسب تقرير نشرته صحيفة “تايمز”، فإن إسرائيل لم تعد تكتفي بردود الفعل المحدودة على هجمات الحوثيين.
مصدر أمني إسرائيلي صرّح قائلاً: “حتى بضعة أسابيع مضت، كنا نرد مرة أو مرتين، لكن الآن نحن ندخل بالكامل”، وأضاف أن الاستراتيجية الإسرائيلية تتضمن خطة تصعيدية مدروسة تعتمد على الشراكة مع المجتمع الدولي لضمان تحقيق أهدافها.
المصدر ذاته أوضح أن إسرائيل تعمل الآن على مواجهة القدرات الحوثية بدلًا من الاكتفاء بمراقبة النوايا.
هذا التحول جاء في أعقاب دروس مستخلصة من الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر، مما دفع الجيش الإسرائيلي لتبني نهج أكثر حزمًا في التصدي للتهديدات.
إسقاطات على حرب 1967:
تستعيد إسرائيل أصداء حرب عام 1967، حينما شكّل إغلاق مصر لمضيق تيران شرارة اندلاع الحرب.
فاليوم، يشهد الممر المائي نفسه الممتد من باب المندب إلى ميناء إيلات الإسرائيلي
تهديدات جديدة.
والحوثيون يسعون لتعطيل حركة الشحن في البحر الأحمر، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي.
الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون قال خلال أزمة مضيق تيران: “يجب الحفاظ على حق المرور البحري البريء”.
واليوم، يبدو أن إسرائيل تسير على نفس الخطى، مدفوعة بتحالفات دولية لتأمين هذا الممر المائي الحيوي، وفقًا للمصدر الأمني الإسرائيلي.
استراتيجية مواجهة متعددة المسارات:
تدرس إسرائيل خياراتها بجدية، سواء عبر تدخل عسكري مباشر ضد الحوثيين أو استهداف إيران التي تزوّدهم بالدعم العسكري واللوجستي، كما أن التنسيق مع الحلفاء الدوليين بات محوريًا لتحقيق أهدافها.
بيد أن الخطر الحقيقي، بحسب مراقبين، يكمن في أن الصراع قد يمتد ليشمل إيران بشكل مباشر، مما سيشعل حربًا إقليمية أوسع نطاقًا، تُعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.