مناهضون
في تطور يعكس تعقيدات السياسة الأمريكية تجاه البرنامج النووي الإيراني، كشفت مصادر مطلعة لوكالة أكسيوس عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض خلال اجتماع سري قبل عدة أسابيع إعطاء الضوء الأخضر لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فالاجتماع الذي شارك فيه كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، جاء في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتسارع البرنامج النووي الإيراني، مما أثار جدلًا داخليًا حول الخيارات المتاحة والإجراءات الممكنة.
تفاصيل الاجتماع والمداولات:
فوفقًا للمصادر قدم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للرئيس بايدن خيارات لشن هجوم أمريكي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية في حال تحركت طهران نحو تطوير سلاح نووي.
ومع ذلك، لم يتخذ بايدن قرارًا نهائيًا خلال الاجتماع، كما لم يُظهر أي نية للمضي قدمًا في تنفيذ مثل هذا الهجوم منذ ذلك الحين.
وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين أن الاجتماع لم يكن مدفوعًا بمعلومات استخباراتية جديدة ولم يكن من المتوقع أن يسفر عن قرار فوري، بل كان يهدف إلى استعراض السيناريوهات المختلفة والتحديات المحتملة.
دوافع النقاش:
ذكرت المصادر أن بعض كبار مساعدي بايدن، بمن فيهم سوليفان، يرون أن الظروف الحالية قد تتيح فرصة لتوجيه ضربة ناجحة.
فضعف الدفاعات الجوية الإيرانية وتراجع قدرات الصواريخ الإيرانية، إلى جانب الإضعاف الملحوظ لوكلاء إيران الإقليميين نتيجة حربهم مع إسرائيل، قد يقلل من مخاطر الانتقام الإيراني ويخفض احتمالات التصعيد الإقليمي.
ورغم ذلك، شددت المصادر على أن النقاش داخل البيت الأبيض لم يصل إلى مستوى اتخاذ قرار نهائي، حيث لم يُقدِّم سوليفان أي توصية محددة للرئيس، واكتفى بمناقشة سيناريوهات التخطيط.
الرهانات والتحديات:
ترتبط الخيارات العسكرية المطروحة برهانات هائلة، حيث يواجه بايدن ضغوطًا من اتجاهين: الأول يتمثل في تسريع إيران لبرنامجها النووي، والثاني في التحديات الإقليمية التي تفرضها المواجهات بين إيران ووكلائها مع إسرائيل.
ولكن تنفيذ ضربة قبل انتهاء فترة بايدن قد يعني المخاطرة بتسليم صراع جديد للرئيس المقبل، وهو ما يجعل القرار محفوفًا بالمخاطر.
تركيز بايدن على الإلحاح:
بحسب أحد المصادر، أبدى بايدن اهتمامًا خاصًا بمسألة الإلحاح، محاولًا تقييم ما إذا كانت إيران قد اتخذت خطوات ملموسة تستدعي استجابة عسكرية فورية، خاصة في ظل الوقت المتبقي قبل تولي رئيس جديد منصبه.
فرصة لترامب:
يرى مراقبون، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيتخذ قرارا باستهداف منشآت إيران النووية حال قيام طهران بأي ردة فعل خلال الآونة المقبلة غير مقبولة لإدارة أمريكا الجديدة.