مناهضون
في تاريخ الأحواز الحديث، لا يمكن إغفال انتفاضة 2018 التي اندلعت ضد الاحتلال الإيراني، حيث سطرت أروع صفحات النضال في مواجهة قمع الأنظمة الاستبدادية، هذه الانتفاضة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية الأحوازية، تجسد حالة من التمرد الشعبي الرافض للظلم والإجحاف المستمر من قبل النظام الإيراني تجاه أبناء الأحواز.
وبالرغم من القمع الشديد، ظلت هذه الانتفاضة رمزًا للتضحية والبطولة، لتبقى محفورة في ذاكرة الشعب الأحوازي وجزءًا لا يتجزأ من تاريخ النضال ضد الاحتلال.
تفاصيل الانتفاضة:
في عام 2018، عاش الأحوازيون لحظة تاريخية من حيث تصعيد الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مدن الأحواز الكبرى، مثل الأهواز والمحمرة وعبادان، بعد تفاقم الأوضاع المعيشية والسياسية.
كانت الاحتجاجات بداية شرارة لتعبير شعبي عن الغضب تجاه سياسات الحكومة الإيرانية التي أثقلت كاهل المواطنين بالأزمات الاقتصادية والتمييز العرقي المستمر.
فالاحتجاجات في البداية كانت سلمية، حيث تجمع الناس في شوارع المدن مطالبين بحقوقهم الأساسية، بما في ذلك تحسين مستوى المعيشة، ووقف سياسة التهجير القسري، والتمييز في توفير الخدمات الحكومية.
ولكن مع مرور الأيام، وتحول هذه المظاهرات إلى حركة جماهيرية واسعة، أصبح النظام الإيراني في حالة من الذعر، مما دفعه إلى استخدام القوة المفرطة للقمع.
السبب المباشر للانتفاضة:
ترجع أسباب الانتفاضة إلى عدة عوامل تراكمت على مدى سنوات، كان أبرزها تفشي الفقر والبطالة، إضافة إلى تدهور الوضع البيئي في المنطقة بسبب المشاريع المدمرة التي يقوم بها الاحتلال الإيراني.
فكان من أبرز هذه المشاريع هو تحويل مجاري الأنهار وجر المياه من الأحواز إلى مناطق أخرى في إيران، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وتدمير البيئة المحلية التي كانت تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش.
إلى جانب ذلك، كان التهميش الثقافي والاجتماعي للمجتمع الأحوازي سببًا رئيسيًا في اشتعال الغضب الشعبي، حيث يرفض الاحتلال الإيراني أي شكل من أشكال الهوية الوطنية الأحوازية، ويستمر في محاولاته لفرض الهوية الفارسية بالقوة.
ردود الفعل من قبل النظام الإيراني:
كان رد فعل النظام الإيراني سريعًا وعنيفًا، حيث استخدم الجيش والحرس الثوري الإيراني القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات.
وتم إطلاق النار على المتظاهرين، واعتقال العديد من الناشطين السياسيين، فيما تعرض الكثيرون للتعذيب داخل السجون، وعقب ذلك، تم فرض حالة الطوارئ في بعض المدن الكبرى لمنع تزايد أعداد المتظاهرين.
في المقابل، استطاع بعض قادة الانتفاضة تنظيم احتجاجات محدودة رغم القمع المستمر، مما دفع الحكومة الإيرانية إلى تشديد القبضة الأمنية أكثر.
التضامن الدولي:
على الرغم من القمع الوحشي الذي تعرض له الشعب الأحوازي، إلا أن الانتفاضة كانت محط أنظار العالم، حيث أعربت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية عن دعمها للأحوازيين ونددت بما تتعرض له المنطقة من انتهاكات.
كما كانت الانتفاضة فرصة لإبراز قضية الأحواز في المحافل الدولية، مما ساهم في زيادة الوعي حول الأوضاع التي يعاني منها الشعب الأحوازي.