مناهضون
تشهد جغرافيا سياسية ما تسمى إيران لمدة ثلاث أسابيع احتجاجات وتظاهرات في جميع شوارعها ومدنها بعد مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية في سبتمبر الماضي.
حيث أتت الفتاة في زيارة مع عائلتها إلى عاصمة الدولة الفارسية طهران لزيارتة أقاربها، في منتصف سبتمبر الماضي، ولكن قامت شرطة الأخلاق باعتقالها بحجة أن لبسها حجاباً غير لائق، وأنهم سيأخذونها لإحضارها دورة أخلاقية وإرشادية، وسيتم إطلاق سراحها بعد ساعة فقط، ولكن دخلت الفتاة في غيبوبة بسبب تلقيها ضربات عنيفه على رأسها من قوات الأمن الإيرانية.
ومن هنا كانت بداية الاحتجاجات التي نشأت بعد مقتل مهسا ثم تحولت إلى تظاهرات لرفض الوضع التي تمر به البلاد من تدهور اقتصاد وتحكم من رجال الدين بشكل أشبة بالديكتاتورية، عازمون على إسقاط هذا النظام كما حدث في عدة دول في 2011، ولكن النظام الإيراني متمسك بالسلطة بقبضة من حديد.
وفي كل الأوقات يلجأ النظام إلى الحرس الثوري لفض الاشتباكات والاحتياجات، لهذا من المتوقع أن يقوم السلطة بهذا الحل واستخدام العنف لفض هذه الإحتجاجات التي تعتبر من أقوى وأكبر احتجاجات شهدتها إيران، لاتحاد جميت الأطياف ومشاركة الرجال والنساء والشباب والطلاب الجامعية حتى اساتذة الجامعة، فجميعهم اتفقوا على إسقاط النظام كاملاً وليس فقط إصلاحه، وقاموا بإحراق صور علي خامنئي والهتاف ضده ولم يهابوا الرصاص ولا الغاز المسيل للدموع.
ولكن تحاول الدولة بكل قوة قمع هذه الاحتجاجات رغم أن هذا الحل أسفر عن مقتل أكثر من حوالي 150 مواطن على الأقل، والمئات من الإصابات والاعتقالات، كما أكد بعض المسؤولون الإيرانيون أن عدد كبير من قوات الأمن الخاصة بهم قتلوا على يد هؤلاء المتظاهرين والذين وصفوهم النظام بالخارجين عن القانون.
ولكن هذه المرة تم استخدام هتافات داعمة للمرأة في البلاد وعلى المستوى العالمي أيضاً، كما أن المحتجين يقومون باحتجاجات تعتبر علمانية ومناوئة للإسلام، فيتظاهرون على من يستخدمون الدين لقمع الشعب وإسكات صوته، وأضرب عدد من عمال النفط وأغلقوا الصنابير ومول تجار البازار رجال الدين الثائرين.
كما قام الشباب الجامعي في عدد كبير من جامعات إيران بالتظاهر ضد النظام والتنديد لما حدث مع مهسا أميني وأضربوا عن الدراسة كما انضم إليهم أساتذة الجامعات وقدم معظهم استقالته ورفضوا الوضع التي تشهده البلاد.
ودخلت الاحتجاجات على الصعيد الوطني في إيران أسبوعها الثالث ولم تظهر عليها أي علامات على نجاح السلطات الإيرانية الغاشمة على فض التظاهرات.
وصرح الرئيس الإيراني أن الحكومة لن تقبل الفوضى في الشوارع – وهو مؤشر واضح للغاية على أن القمع العنيف للاحتجاجات سيستمر، ومع ذلك ، فإن جهاز الدولة الإيراني الجيد لقمع المعارضين لم يتمكن من قمع المظاهرات أو التقليل من معنويات المحتجين.