مناهضون
يعيش أطفال الأحواز واقعاً مأساوياً تحت حكم الاحتلال الإيراني، وتُظهر التقارير والشهادات الميدانية أن نظام الاحتلال الإيراني يتبع سياسات قمعية ممنهجة لا تقتصر على استهداف الكبار، بل تطال حتى الأطفال، الذين أصبحوا ضحايا للجوع والفقر المدقع والاستغلال القسري في العمل.
الفقر المدقع والجوع:
يعيش معظم سكان الأحواز بمن فيهم الأطفال، في ظروف اقتصادية صعبة نتيجة السياسات الإيرانية التي تهدف إلى تهميش الإقليم ونهب ثرواته الطبيعية، ورغم أن الأحواز تعتبر من أكثر المناطق غنى بالنفط والغاز في إيران، فإن النظام يوجه عائدات هذه الموارد لخدمة المناطق المركزية، تاركاً سكان الإقليم، وخاصة الأطفال، يعانون من معدلات مرتفعة من الفقر.
والجوع وسوء التغذية من أبرز الأزمات التي يعاني منها الأطفال الأحوازيون، إذ تشير تقارير حقوقية إلى أن نسبة كبيرة منهم لا يحصلون على وجبات غذائية كافية يومياً.
ونتيجة لذلك، يعاني العديد منهم من أمراض مرتبطة بسوء التغذية، مثل الأنيميا وتأخر النمو.
الإرغام على العمل:
مع ارتفاع معدلات الفقر، يُجبر آلاف الأطفال في الأحواز على العمل في سن مبكرة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات أسرهم، غالباً ما يعمل هؤلاء الأطفال في مهن خطيرة وشاقة، مثل العمل في الزراعة، ورش المبيدات، أو حتى في مصانع ذات ظروف عمل قاسية، ويتعرضون لانتهاكات مستمرة، منها عدم دفع الأجور، وسوء المعاملة من أرباب العمل.
كما تستغل سلطات الاحتلال الإيرانية الأوضاع الاقتصادية لإرغام العائلات على إرسال أطفالها للعمل في مشاريع إيرانية تخدم النظام، مثل مشاريع نقل المياه من الأحواز إلى المدن الفارسية.
الحرمان من التعليم:
تُعد المدارس في الأحواز شبه خالية بسبب سياسة التمييز التي ينتهجها النظام الإيراني، حيث يواجه الأطفال صعوبات في متابعة التعليم، خاصة أن اللغة العربية، لغتهم الأم، غير معترف بها رسمياً، ويُجبرون على التعلم بالفارسية.
هذه السياسة تهدف إلى طمس هويتهم الثقافية وتجريدهم من فرص الحصول على تعليم ملائم.
كما تؤكد تقارير دولية أن نسب التسرب من المدارس في الأحواز تُعد من أعلى المعدلات في إيران، ويرجع ذلك إلى افتقار المدارس للبنية التحتية الأساسية، وغياب المعلمين المؤهلين، فضلاً عن عدم قدرة العديد من العائلات على تحمل تكاليف التعليم.
محاولات إيرانية لطمس الهوية الثقافية:
إضافةً إلى الاستغلال الاقتصادي، يتعرض الأطفال الأحوازيون لعمليات ممنهجة لطمس هويتهم الثقافية.
ويمنع النظام تعليم اللغة العربية، ويُفرض على الأطفال حفظ شعارات تمجد النظام الإيراني ومرشده الأعلى، وتُستخدم المدارس كوسيلة لنشر الفكر السياسي الإيراني بين الأطفال، في محاولة لدمجهم قسراً في الثقافة الفارسية.