مناهضون
تتصاعد الأوضاع في الأحواز، في ظل تنامي الاحتقان الشعبي الناتج عن سياسات التهميش والاضطهاد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإيراني بحق السكان الأحوازيين، ومع تزايد الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تفاقم الأوضاع البيئية نتيجة تجفيف الأنهار ونهب الموارد، تبرز تساؤلات ملحة حول ما إذا كان البلد على أعتاب انتفاضة شعبية جديدة.
جذور الغضب الشعبي في الأحواز:
يعيش الأحوازيون في ظل سياسات ممنهجة تستهدف هويتهم العربية وتُقصيهم من المشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والسياسية.
فمنذ ضم الأحواز إلى إيران انتهجت سلطات الاحتلال سياسات تهدف إلى طمس الهوية الثقافية والتاريخية للأحوازيين، من خلال حظر التعليم باللغة العربية، وتغيير الأسماء العربية للمدن والبلدات، فضلًا عن تهميشهم في سوق العمل وحرمانهم من الاستفادة من ثروات الأحواز النفطية الهائلة.
الأزمات الاقتصادية والبيئية كوقود للغضب:
رغم أن الأحواز يُعد أحد أغنى المناطق الإيرانية من حيث الموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز، فإن سكانه يعانون من الفقر والبطالة وسوء البنية التحتية.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن نسبة البطالة في الأحواز تتجاوز المعدلات الوطنية بكثير، ما يخلق شعورًا متزايدًا بالظلم والحرمان.
إلى جانب ذلك، يعاني الأحواز من أزمة بيئية حادة نتيجة مشاريع نقل المياه التي نفذتها الحكومة الإيرانية لتحويل مجرى نهر كارون شريان الحياة في الأحواز إلى الأقاليم الوسطى.
هذا التحويل أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وتلوث المياه وانتشار العواصف الرملية، ما ضاعف من معاناة السكان ودفعهم في السنوات الأخيرة إلى تنظيم احتجاجات متكررة للتنديد بهذه السياسات.
الأبعاد السياسية والقمع الأمني:
تتعامل سلطات الاحتلال الإيراني مع أي حراك احتجاجي في الأحواز بقبضة أمنية مشددة، حيث تنفذ حملات اعتقالات تعسفية واسعة تستهدف النشطاء، وتفرض قيودًا صارمة على حرية التعبير.
وقد شهدت الاحتجاجات الأخيرة، لا سيما في عام 2021، استخدامًا مفرطًا للقوة من قبل الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واعتقال المئات، ما زاد من حدة الاحتقان الشعبي.
المؤشرات على قرب اندلاع انتفاضة جديدة:
تشير التطورات الأخيرة إلى تزايد مؤشرات الغضب الشعبي في الأحواز، حيث تكررت الاحتجاجات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء التمييز العرقي.
وتزامنًا مع تصاعد الأزمات الاقتصادية على المستوى الوطني، يُتوقع أن تكون الأحواز ساحة محتملة لانتفاضة واسعة، خصوصًا مع تنامي الوعي الشعبي والرفض المتزايد للسياسات المركزية.