مناهضون
في ظل تسارع الأحداث الدولية والإقليمية، تعود القضية النووية الإيرانية إلى الواجهة كأحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وتحديدًا القوى الكبرى، فالتهديد الذي تمثله طهران بامتلاك سلاح نووي يشكل خطرًا محتملاً على استقرار المنطقة والعالم.
ومؤخرًا، صدرت تحذيرات جديدة من خبراء ومؤسسات بحثية تؤكد أن إيران قد تكون على أعتاب تطوير قنبلة نووية في وقت أقرب مما كان متوقعًا، وربما حتى قبل تولي الرئيس الأمريكي القادم لمنصبه، وفي هذا السياق، نشر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تقريرًا مفصلاً يوضح طبيعة التهديد ويقدم توصيات عاجلة للحد من قدرات إيران النووية ومنعها من امتلاك هذا السلاح المدمر.
ووفقًا للتقرير الصادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن إيران قد حققت تقدمًا كبيرًا في برنامجها النووي، لدرجة أنها قد تتمكن من إنتاج قنبلة نووية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، هذا التقدم الخطير يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة للتعامل مع هذا التهديد قبل فوات الأوان.
كما يشير التقرير إلى أن الجهود الدبلوماسية والاقتصادية التي بذلتها القوى الكبرى لكبح طموحات إيران النووية لم تؤتِ ثمارها بالكامل، وأن طهران مستمرة في سعيها لامتلاك سلاح نووي، وذلك على الرغم من العقوبات الدولية والضغوط الدبلوماسية.
وتزعم المؤسسة أن هناك خطرًا حقيقيًا في أن تصبح إيران دولة نووية قبل نهاية فترة إدارة الرئيس جو بايدن، ما لم يتم اتخاذ خطوات فعالة وسريعة لوقف هذا التقدم.
وفي إطار السعي لوقف اندفاع إيران نحو تطوير سلاح نووي، قدمت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات خطة استراتيجية شاملة بعنوان ردع اندفاع إيران نحو القنبلة النووية، وهي خطة تتضمن عشرين توصية محددة تهدف إلى الحد من تقدم البرنامج النووي الإيراني.
ومن أبرز التوصيات الواردة في التقرير:
1. نشر قوات أمريكية في المنطقة بشكل فوري ومؤقت: يوصي التقرير بنشر قوات أمريكية في الشرق الأوسط بشكل مؤقت، وذلك بهدف إرسال رسالة واضحة وقوية لإيران تفيد بأن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل عسكريًا إذا لزم الأمر لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، ويرى التقرير أن هذا التحرك سيسهم في تعزيز الردع العسكري ويعطي دفعة للمفاوضات الدبلوماسية.
2. رفع السرية عن التقييمات الاستخباراتية حول البرنامج النووي الإيراني: يشير التقرير إلى أهمية أن تقوم إدارة بايدن برفع السرية عن جميع التقييمات الاستخباراتية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك بهدف تعبئة الجهود المحلية والدولية، ووفقًا للتقرير، فإن نشر هذه المعلومات سيساعد على زيادة الضغط السياسي والإعلامي على إيران، وسيضعها في موقف دفاعي أمام المجتمع الدولي.
3. التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين: تؤكد المؤسسة في تقريرها على ضرورة تعزيز التعاون مع الحلفاء في المنطقة، مثل إسرائيل ودول الخليج، وكذلك مع القوى الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي، لفرض ضغوط أكبر على إيران، ويرى التقرير أن التنسيق العسكري والدبلوماسي بين هذه الأطراف يمكن أن يعزز من فرص نجاح أي جهود لردع إيران.
ويشير أحد أبرز مؤلفي التقرير، إلى أن الخطر الأكبر يكمن في إمكانية أن تنجح إيران في إنتاج قنبلة نووية بدائية قبل أن يتمكن العالم من اتخاذ إجراءات رادعة.
وأضاف كيتري أن هذه القنبلة قد تكون جاهزة قبل انتهاء فترة رئاسة بايدن، ما يضع الولايات المتحدة في موقف حرج ويؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن العالمي.
كما يحذر التقرير من أن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع إيران هو أن الكثير من أنشطة البرنامج النووي الإيراني تتم في منشآت سرية تحت الأرض.
هذه المنشآت تجعل من الصعب على أجهزة الاستخبارات الدولية مراقبة التطورات النووية الإيرانية بدقة، وتفتح المجال أمام إيران للمضي قدمًا في تحقيق طموحاتها النووية بعيدًا عن أنظار المجتمع الدولي.
بينما تركز معظم الدول على مراقبة تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 90%، ويشير التقرير إلى أن هناك خطوات أخرى سرية تتخذها إيران نحو امتلاك سلاح نووي.
ومن بين هذه الخطوات بناء جهاز تفجير نووي، وهو مكون أساسي لتسريع عملية تجميع القنبلة.
ويؤكد التقرير أن مثل هذه التحركات السرية تعني أن إيران قد تكون أقرب إلى القنبلة النووية مما يتوقعه الكثيرون، وهو ما يتطلب استجابة سريعة وقوية.