مناهضون
يعاني الأحواز من سياسة متعمدة تستهدف تجفيف موارده المائية وتدمير بنيته الزراعية والاقتصادية، فمنذ احتلاله اعتمدت سلطات الاحتلال الإيراني سياسة منهجية لحرمان سكان الأحواز من حقهم في المياه، مما أدى إلى أزمة بيئية وإنسانية حادة، كما تعتبر قضية تعطيش الأحواز جزءاً من خطة أكبر تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية والثقافية.
◄السياسات الإيرانية الممنهجة لتعطيش الأحواز
– تحويل مجاري الأنهار:
يُعد نهر كارون من أكبر الأنهار في الأحواز، وهو المصدر الأساسي للمياه في الأحواز حيث قامت سلطات الاحتلال الإيراني بتحويل مجراه إلى المدن الإيرانية مثل أصفهان وقم، مما أدى إلى حرمان الأحوازيين من مياه النهر.
إضافة إلى كارون، تعرضت أنهار أخرى مثل نهر الكرخة والجراحي لعمليات تحويل مماثلة عبر بناء سدود ضخمة لنقل المياه إلى المناطق الفارسية.
– بناء السدود:
أنشأت إيران العشرات من السدود على الأنهار الأحوازية مثل سد “غتوند” الذي يُعد من أكثر المشاريع تدميراً، حيث أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في مياه كارون وتدمير الأراضي الزراعية.
وتخدم السدود الصناعات الثقيلة الإيرانية، لكنها دمرت الموارد المائية للأحواز وأثرت على الري والزراعة.
– تلويث المياه:
قامت سلطات الاحتلال بتحويل الأنهر الأحوازية إلى مجاري للصرف الصحي والمخلفات الصناعية، مما جعل المياه غير صالحة للشرب أو الري.
أبرز مثال على ذلك هو استخدام نهر كارون لتصريف المواد الكيميائية والنفايات الصناعية.
– سياسة تهجير السكان:
تؤدي أزمة المياه إلى دفع السكان الأحوازيين للهجرة القسرية من قراهم ومدنهم نحو مناطق أخرى بحثاً عن مصادر مياه، وهو ما يساهم في تغيير التركيبة السكانية للإقليم لصالح المستوطنين الفرس.
◄الأسباب الحقيقية وراء تعطيش الأحواز
– التغيير الديمغرافي:
تهدف إيران إلى تهجير السكان العرب من الأحواز واستبدالهم بمستوطنين فرس من خلال افتعال أزمات المياه.
– السيطرة الاقتصادية:
الأحواز غني بالنفط والغاز والزراعة، وحرمان سكانه من المياه يعزز هيمنة الدولة الإيرانية على هذه الموارد الحيوية.
– تدمير الهوية الثقافية:
يعتبر الماء عنصراً مهماً في الحياة الاجتماعية والزراعية للأحواز، وتعطيش البلاد يهدف إلى ضرب هذا العنصر وتدمير صلة السكان بأرضهم.
◄الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعطيش الأحواز
– التهجير القسري:
أدى شح المياه إلى نزوح جماعي من القرى الأحوازية نحو المدن الفارسية، مما زاد من معاناة السكان وعرضهم للتهميش والاضطهاد.
– انهيار الزراعة:
يعاني المزارعون من شح المياه وارتفاع ملوحتها، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، خصوصاً تلك المزروعة بمحاصيل تعتمد على الري الكثيف مثل القمح والنخيل.
– البطالة والفقر:
تسببت أزمة المياه في انهيار الاقتصاد المحلي، وزيادة معدلات البطالة والفقر بين السكان.
– الأزمات الصحية:
أدى تلوث المياه إلى انتشار الأمراض مثل الكوليرا والتسمم بين السكان، خاصة في المناطق الريفية.
◄موقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية
على الرغم من التنديد المستمر من قبل منظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية، تجاه سياسات إيران المائية في الأحواز، إلا أن غياب الإرادة السياسية الدولية أدى إلى استمرار الأزمة.
كما يتعامل المجتمع الدولي مع القضية الأحوازية على أنها شأن داخلي إيراني، مما سمح لطهران بالاستمرار في سياساتها القمعية دون محاسبة.
◄التوصيات والحلول الممكنة
– دعم القضية الأحوازية دولياً:
يتعين على الدول العربية والإسلامية دعم الأحوازيين في المحافل الدولية وفضح سياسات إيران تجاه الأحواز.
– الضغط على إيران:
فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على المشاريع التي تستهدف الأنهار الأحوازية، مثل السدود وتحويل مجاري المياه.
– تعزيز الوعي الإعلامي:
تسليط الضوء على أزمة المياه في الأحواز من خلال الإعلام العربي والدولي لدعم أهل الأحواز في نضالهم.
– استثمار المنظمات غير الحكومية:
تمويل مشاريع لتوفير المياه الصالحة للشرب للسكان المحليين عبر تحلية المياه أو حفر آبار عميقة.