مناهضون

تعد الأحواز بمواردها الهائلة وأهميتها الجيوسياسية، “بحر ثروات” حقيقي، ومع ذلك فإن سياسات التهميش والاضطهاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإيراني تجاه سكانها قد حولتها إلى بؤرة من الفقر والاضطراب.

كما أن إنهاء معاناة الأحوازيين يتطلب اهتمامًا دوليًا جادًا وتضامنًا إقليميًا، بالإضافة إلى تغيير جذري في سياسات النظام الإيراني تجاه هذه المنطقة الغنية والمضطهدة.

تُعد الأحواز من بين أهم المناطق في إيران من الناحية الاقتصادية حيث تتنوع الثروات في الأحواز بين النفط، الغاز الطبيعي، الزراعة، المياه، والمعادن.

النفط والغاز الطبيعي:

تحتل الأحواز المرتبة الأولى بعد ضم الاحتلال لها لما تسمى إيران من حيث احتياطيات وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، وتتميز المنطقة بعدد من أكبر حقول النفط في العالم، من بينها حقل “آغاجاري” وحقل “مارون” وحقل “الأحواز”.

وتقدر نسبة النفط المستخرج من هذه الحقول بأكثر من 80% من إجمالي إنتاج النفط في إيران.

أما الغاز الطبيعي، فتُعد الأحواز أيضًا مركزًا رئيسيًا لاستخراج الغاز، حيث تضم احتياطيات ضخمة تؤهلها لتكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمية.

حقول النفط الرئيسية:

– حقل آغاجاري: يعد من أقدم وأكبر الحقول في إيران، حيث تم اكتشافه في عام 1938، يحتوي الحقل على احتياطيات هائلة من النفط الخام ويُعتبر من الحقول الحيوية للاقتصاد الإيراني.

– حقل مارون: يُعد ثاني أكبر حقل نفطي في إيران ويقع في منطقة الأحواز، ويساهم الحقل بشكل كبير في إنتاج النفط الإيراني اليومي ويعتبر من أهم الموارد الاستراتيجية في البلاد.

– حقل أهواز: هو الحقل النفطي الثالث من حيث الأهمية في المنطقة، ويتميز بقدرة إنتاجية كبيرة، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من صناعة النفط في إيران.

حقول الغاز الطبيعي:

– تحتوي الأحواز على احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، حيث تعتبر المنطقة مركزًا رئيسيًا لإنتاج الغاز الذي يستخدم في تلبية احتياجات إيران المحلية وكذلك للتصدير إلى الخارج.

الزراعة والأراضي الخصبة:

تتمتع الأحواز بأراضٍ زراعية خصبة بفضل التربة الغنية وتوفر المياه العذبة من نهر كارون والأنهار الأخرى التي تمر بالمنطقة.

ويُزرع في الأحواز مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية، مثل القمح، الشعير، الأرز، التمور، وقصب السكر، وتعتبر المنطقة من أهم المناطق الزراعية في إيران نظرًا لإنتاجها الكبير من هذه المحاصيل الأساسية.

– نهر كارون: هو أطول الأنهار في إيران ويمر عبر الأحواز، مما يجعل الأراضي المحيطة به من أكثر المناطق خصوبة في البلاد، يُستخدم النهر أيضًا لتوليد الكهرباء عبر السدود المقامة عليه، بالإضافة إلى ري الأراضي الزراعية.

– إنتاج القمح والشعير: يُعد القمح والشعير من المحاصيل الرئيسية في الأحواز، حيث تغطي زراعتهما مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، مما يسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات إيران من هذه المحاصيل.

الثروة المائية:

تعتبر الثروة المائية في الأحواز من أهم الموارد الطبيعية التي تمتلكها المنطقة.

فبالإضافة إلى نهر كارون، يوجد في الأحواز عدد من الأنهار الأخرى مثل نهر دز ونهر جراحي، التي توفر مصادر مائية هامة للري والزراعة والشرب، لكن رغم هذه الثروة، يعاني سكان الأحواز من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب نتيجة للسياسات المائية التي تنتهجها الحكومة الإيرانية، حيث يتم تحويل مسارات الأنهار لخدمة مناطق أخرى على حساب المنطقة.

مشاريع السدود وتحويل المياه: قامت الحكومة الإيرانية ببناء العديد من السدود على الأنهار الرئيسية في الأحواز، ما أدى إلى تقليص كمية المياه التي تصل إلى الأراضي الزراعية المحلية، كما تم تحويل مسارات بعض الأنهار لتزويد مناطق أخرى بالمياه، مما زاد من أزمة المياه في الأحواز وأثر سلبًا على القطاع الزراعي.

المعادن:

تحتوي منطقة الأحواز على موارد معدنية متنوعة، منها خام الحديد، النحاس، والألمنيوم، ورغم عدم استغلال هذه الموارد بشكل مكثف مقارنة بالنفط والغاز، إلا أن وجودها يعزز من القيمة الاقتصادية للمنطقة ويؤكد على تنوع ثرواتها الطبيعية.

– احتياطيات خام الحديد: تشير التقديرات إلى وجود كميات كبيرة من خام الحديد في جبال زاغروس المحيطة بالأحواز، مما يوفر فرصًا مستقبلية للاستثمار في قطاع التعدين.

– النحاس والألمنيوم: تم اكتشاف رواسب من النحاس والألمنيوم في بعض المناطق الجبلية في الأحواز، مما يضيف بعدًا آخر لأهمية المنطقة الاقتصادية.