مناهضون
تواجه اليمن أزمة معقدة ترتبط بوجود جماعة الحوثي التي أحكمت قبضتها على البلاد، وسط تحديات سياسية واقتصادية وأمنية متفاقمة، يرى تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست” أن إسقاط الحوثيين يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام القائم ودفعه نحو الانهيار.
تصاعد الغضب الشعبي:
يشير التقرير إلى أن الغضب العام بين اليمنيين يمثل عاملاً أساسياً في تحقيق التغيير، خاصة إذا تركز على المظالم الاقتصادية التي أرهقت الشعب، أو إذا ارتبط بالرفض الشعبي لفرض الجماعة لآرائها الدينية المتعارضة مع معتقدات غالبية السكان، هذا الغضب قد يتطور ليشكل قاعدة احتجاجية واسعة تعزز الضغط على النظام.
فقدان الدعم من النخب:
يركز التقرير على أهمية انهيار الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من النخب الرئيسية، سواء كانوا من البيروقراطيين الحوثيين أو القبائل المتحالفة.
ويعتمد الحوثيون بشكل كبير على هذه الدوائر لقمع المعارضة وإحكام سيطرتهم، لذا فإن تراجع هذا التأييد قد يمثل ضربة موجعة للنظام.
الانقسامات داخل القيادة:
يشير التحليل إلى أن عدم الاستقرار الداخلي يمكن أن يؤدي إلى انقسامات داخل القيادة الحوثية، هذه الانقسامات قد تكون نتيجة لضغوط خارجية، أو صراعات داخلية على السلطة تنشأ بشكل طبيعي في الأنظمة القمعية.
ويؤكد التقرير أن أحداثاً مفاجئة، مثل وفاة أو اغتيال شخصيات رئيسية داخل الجماعة، قد تسارع من تفكك النظام.
التأثير المتوقع:
يمكن لهذه العوامل أن تضع الحوثيين في موقف صعب، مما يجعلهم عاجزين عن الحفاظ على سيطرتهم على اليمن.
ويرى التقرير أن هذه الديناميكية قد تؤدي إلى خلق زخم شعبي يصعب على الحوثيين احتواؤه.
دروس من التجربة السورية:
يشير التقرير إلى أن التجربة السورية تقدم دروساً مهمة في التعامل مع الأنظمة القمعية.
فبدلاً من التفاوض مع نظام يعتمد على القمع الداخلي والعدوان الخارجي، يجب التركيز على الضغط المستمر والتنسيق مع قوى المعارضة، ويوضح أن الحفاظ على الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي يشكل عنصراً جوهرياً في هذا الجهد.
أهمية الاستراتيجية الدولية:
يشدد التقرير على أن المجتمع الدولي يجب أن يحرم الحوثيين من الشرعية الدولية ومن الفرص لتحويل المساعدات الأجنبية لصالحهم.
ويشير إلى أن الرهان على الدبلوماسية مع أنظمة قمعية مثل الحوثيين قد يكون خاسراً على المدى الطويل.
