مناهضون

شهد الصراع بين حزب الله وإسرائيل تطورًا جديدًا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مما فتح الباب لتحليلات عميقة حول تداعيات هذا الاتفاق على النفوذ الإيراني في المنطقة، ففي ظل تراجع قوة حزب الله نتيجة الضربات الإسرائيلية والخسائر التي لحقت بقياداته، تجد إيران نفسها في وضع أكثر هشاشة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

فالحرب الأخيرة مع إسرائيل كشفت عن تراجع قدرة حزب الله على المناورة، حيث تكبد خسائر جسيمة بما في ذلك مقتل عدد كبير من قياداته البارزة، وتعرض بنيته التحتية لضربات قاسية.

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدت إيران في موقف دفاعي أكثر من أي وقت مضى، ورغم إعلانها الترحيب بالاتفاق، فإن المراقبين يرون أن طهران تجد نفسها مضطرة للتكيف مع ضغوط دولية وإقليمية تسعى إلى إضعاف نفوذها في لبنان.

وأشار محللون إلى أن الاتفاق، الذي يعزز تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في 2006، يمثل ضربة لاستراتيجية إيران القائمة على إبقاء المنطقة في حالة توتر دائم لتحقيق مكاسب سياسية، ومع خسائر حزب الله في الصراع الأخير، أصبح نفوذ إيران في لبنان على المحك.

وينص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يومًا، مع تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل” في جنوب لبنان، كما يشمل سحب سلاح حزب الله من المناطق الحدودية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.

ويصف المراقبون الاتفاق بأنه إحياء لقرار 1701، الذي يهدف إلى تعزيز السيادة اللبنانية والحد من النفوذ العسكري لحزب الله في الجنوب، ورغم ذلك، تؤكد السفيرة الأميركية السابقة جينا أبيركرومبي وينستانلي أن إيران لن تدفع حزب الله لتصعيد جديد، خشية تفاقم الموقف أو الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

حيث أدت المواجهات الأخيرة إلى مقتل أكثر من 3,760 شخصًا في لبنان، بينهم نسبة كبيرة من المدنيين، مع نزوح حوالي 1.2 مليون شخص.

وعلى الجانب الآخر، تكبدت إسرائيل خسائر بشرية وصلت إلى 75 قتيلاً، بينهم 50 جنديًا سقطوا في العمليات البرية داخل لبنان.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية البنية التحتية المالية والعسكرية لحزب الله، في حين رد الحزب بإطلاق صواريخ وصلت إلى تل أبيب، ما أجبر 50 ألف إسرائيلي على النزوح من شمال البلاد، وقد نفذ حزب الله أوامر إيران بإمضاؤه لهذا الاتفاق خوفاً من مهاجمة إسرائيل لإيران.