يعاني سكان الأحواز منذ سيطرة الإحتلال الإيراني على الإقليم من الظلم والفساد ونهب الثروات وطمس الهوية والاعتقالات.
وكشفت تقارير حديثة لمنظمات حقوقية دولية، عن وجود أكثر من 26 ألف أسير أحوازي داخل سجون الاحتلال حاليًا، وفي العام الماضي كشفت تقارير حقوقية عن اعتقال أكثر من 24 ألف شخص من أبناء الإقليم العربي المحتل
بينما عام 2018، شهد الأحواز أكبر نسبة للاعتقالات، حيث وصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 70 ألف معتقل بعد عملية المنصة الشهيرة التي كسرت هيبة الحرس الثوري الإيراني، كما استهدف الإحتلال النساء بالاعتقالات ومارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب، هذا إلى جانب الإعدامات غير المعلنة، فيقومون باحتجاز عشرات النساء الأحوازيات، ويمارس ضدهم جميع أنواع التعذيب القاسي، حتى وصل الأمر إلى استئصال أرحام النساء اللائي انجبن داخل المستشفيات، كما يتعرضن المعتقلات الأحوازيات في مراكز التحقيق والاعتقال لمعاملة قاسية لمختلف اصناف التعذيب والضرب المبرح.
ويتميز إقليم الأحواز بموقعه المتميز، حيث يقع في الجنوب الغربي من إيران، ومن الغرب العراق، وشط العرب، والخليج العربي، ومن الجنوب إقليم بلوشستان، ومن الشمال جبال إقليم كردستان، ومن الشرق والجنوب الشرقي جبال زاغروس، كما يعد صلة الوصل بين إيران والعالم الخارجي، وخاصةً دول الخليج العربي، ولا يوجد بينه وبين البلاد العربية أي فواصل جغرافية، وقبل ضم إيران أجزاء منه إلى بعض المدن الإيرانية، بلغت مساحته حوالي 375 ألف كيلومتر مربع، والآن حوالي 348 ألف كيلومتر مربع.
وفرض الإحتلال الضرائب الباهظة على سكان الإقليم المحتل، وتهجيرهم إلى المدن الفارسية، وإحلال الأسر الفارسية محلهم بعد مصادرة أراضي وأملاك العرب، ومنع المحاكم الأحوازية من الترجمة للغة العربية وإليها، ومصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء ملك المكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية ، وبصفة عامة إهمال شئون التعليم، وانعدام الرعاية الصحية.
كما اتبعت قوات الإحتلال الإيراني سياسة تمييز ضد عرب الأحواز في التوظيف وفي الثقافة، حيث منعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات ومن تسمية أطفالهم بأسماء عربية، ومع الثورة الإيرانية في 1979، ساهم الشعب العربي الأحوازي بقوة في إسقاط النظام الشاهنشاهي الدولة البهلوية أملاً في عودة دولة الأحواز العربية، عبر إقامة نظام ديمقرطي في إيران، وعندما استقر الأمر، وتشكلت أول حكومة مؤقتة، ما بعد الشاه، التقى وفد مع الخميني في مقره بمدينة قم الإيرانية، لكنه لم يبد تعاطفاً، فكان عرب الأحواز أول ضحايا النظام الجديد، وقمعت الحكومة المؤقتة في بداية الثورة انتفاضتهم السلمية التي طالبوا فيها بحكم ذاتي للإقليم، وقاوم الأحواز على مدار تسعة عقود سياسة التفريس، وشهدت الساحة الأحوازية ثورات تحررية، وخلال عمليات تمرد مسلحة وحركات غير مسلحة لا تعد ولا تحصى، كرر عرب الأحواز عزمهم على مواصلة نضالهم ومقاومتهم للاحتلال وتأكيد سيادة الأحواز التي ضاعت أمام الغزو الإيراني.
وأدى اكتشاف النفط بالإقليم في 1908 إلى توطين مئات الآلاف من الفرس، ما غير التركيبة السكانية، واتبعت السلطات سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ 1928.