مناهضون
لطالما تم تصوير الحوثيين في الإعلام باعتبارهم منظمة إرهابية تدعمها إيران، لكنها في الحقيقة تمثل ظاهرة سياسية وعسكرية تتخطى هذا التصنيف الضيق.
حيث تختلف تلك الجماعة عن الميليشيات الإيرانية الأخرى المنتشرة في الشرق الأوسط مثل تلك الموجودة في العراق ولبنان، كما يلعبون دورًا مختلفًا في خريطة السلطة السياسية والعسكرية في اليمن.
الفرق بين الحوثيين والدولة:
الحوثيون ليسوا مجرد جماعة مسلحة أو حزب سياسي داخل اليمن، بل هم في الواقع يشكلون دولة قائمة في مناطق معينة من البلاد.
فبعكس الميليشيات التي لا تسعى إلى بسط سيطرتها الكاملة على دولها كما في العراق ولبنان، يطلق الحوثيون على جيشهم اسم “القوات المسلحة اليمنية” ويمارسون سيطرة فعالة على مناطق شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية الحيوية.
وفي هذا السياق، يبدو الحوثيون كدولة مارقة تفرض قوانينها وتدير شؤونها الداخلية كما تفعل أي حكومة شرعية.
دولة مارقة أم تهديد عالمي:
إن الحوثيين لا يمثلون مجرد تهديد محلي أو إقليمي، بل يشكلون خطرًا على الاستقرار الدولي.
فمن خلال إطلاق صواريخ باليستية على أهداف في دول أخرى، مثل السعودية، وتعطيل التجارة في البحر الأحمر، تظهر الجماعة اليمنية نفسها كدولة منبوذة، هذا التصرف يعكس عقلية الحرب دون الاعتراف بالأعراف الدولية، مما يضع المجتمع الدولي أمام تحدي قانوني وأمني جديد.
التحديات القانونية والدولية:
إن تصنيف الحوثيين كدولة مارقة بدلاً من منظمة إرهابية له تبعات كبيرة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
من ناحية، يتطلب هذا التصنيف من الدول الكبرى، مثل إسرائيل، اتخاذ مواقف حاسمة ضد هذا التهديد الذي يهدد ليس فقط أمن المنطقة ولكن أيضًا الاقتصاد العالمي.
ومن ناحية أخرى، يجب أن يتعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين عبر القنوات السياسية المناسبة، بما في ذلك الأمم المتحدة، لتجنب وقوع المزيد من التصعيد العسكري أو توسع دائرة الصراع.