مناهضون
في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في سوريا، أكدت مصادر أمريكية أن علي موسى دقدوق، أحد القادة العسكريين البارزين في حزب الله، قد لقي مصرعه، حيث كان دقدوق يشغل منصب نائب قائد “وحدة الرضوان” لحزب الله في وقت وفاته، وهي وحدة العمليات الخاصة التابعة للحزب، التي تضم نخبة من المقاتلين وتنفذ عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية.
ويعد مقتل دقدوق ضربة كبيرة لحزب الله، نظراً لدوره المحوري في الأنشطة العسكرية للحزب وعلاقاته الواسعة مع إيران.
وعُرف دقدوق كأحد الشخصيات الرئيسية في تشكيل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، وكان قد لعب دورًا محوريًا إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني في تأسيس هذه الميليشيات في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، هذه الجماعات، التي تشمل فصائل مثل “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”، أصبحت من القوى الفاعلة في العراق وسوريا، وتمثل تهديدًا متزايدًا لاستقرار المنطقة.
وفي 10 نوفمبر 2024، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية بأن غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية أسفرت عن مقتل دقدوق، إلى جانب القائد البارز في حزب الله سليم عياش.
ورغم التكهنات الواسعة حول الهجوم، لم يصدر جيش الدفاع الإسرائيلي أي تصريح رسمي بشأن الحادث، وتعد هذه الغارة جزءًا من حملة مستمرة تشنها إسرائيل ضد قادة حزب الله، حيث سبق لها أن استهدفت في سبتمبر 2024 عددًا من قادة وحدة “الرضوان” في بيروت.
ووحدة “الرضوان” هي واحدة من أبرز الوحدات العسكرية لحزب الله، وهي مكلفة بتنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، فقبل توليه قيادة الوحدة، كان دقدوق يشغل منصب قائد “وحدة الجولان”، وهي خلية تابعة لحزب الله تم تشكيلها بالقرب من مرتفعات الجولان السورية للعمل ضد إسرائيل.
كما فقد دقدوق ابنه، حسن علي دقدوق، في غارة إسرائيلية في ديسمبر 2023، وهو ما يبرز الطبيعة الخطرة للعمليات التي كان يشارك فيها.
كما أن دور دقدوق في تأسيس الميليشيات المدعومة من إيران في العراق جعله من الشخصيات المستهدفة على المستوى الدولي. في نوفمبر 2011، أدرجته الحكومة الأمريكية على قائمة الإرهابيين العالميين بسبب تورطه في تدريب وتوجيه الميليشيات العراقية التي تدعمها إيران.
ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، كان دقدوق قد أنشأ وحدة سرية داخل حزب الله لتدريب المقاتلين العراقيين في جيش المهدي، وهي إحدى الفصائل المسلحة التي انبثقت لاحقًا لتصبح “عصائب أهل الحق”، التي تعد اليوم من أقوى الجماعات المسلحة في العراق.
وباتت الميليشيات التي أسسها دقدوق وحزب الله اليوم من القوى العسكرية والسياسية الفاعلة في العراق وسوريا، ففي العراق، تهيمن هذه الجماعات على قوات الحشد الشعبي، التي تُعد ذراعًا عسكريًا رسميًا للمؤسسة الأمنية العراقية، وتتمتع بنفوذ سياسي كبير في البرلمان.
أما في سوريا، فقد لعبت دورًا محوريًا في دعم النظام السوري خلال الحرب الأهلية، مما منحها موطئ قدم قويًا في العديد من المناطق.
وفي عام 2007، ألقت القوات الأمريكية القبض على دقدوق في العراق خلال عملياتها العسكرية، وبعد 11 شهرًا من الاحتجاز، نُقل إلى السجون العراقية قبل أن يُفرج عنه في 2012 بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه.
ورغم هذا الإفراج، أضافت الولايات المتحدة دقدوق إلى قائمة الإرهابيين العالميين في ذات العام، ما دفعه للعودة إلى لبنان حيث تولى مسؤولية تدريب القوات الخاصة لحزب الله، ليعود مجددًا إلى العمل العسكري.