مناهضون
يقف الأحواز شاهداً على نضال شعبه ضد سياسات الطمس والتهميش التي يمارسها نظام الاحتلال الإيراني، ورغم الثروات الهائلة التي تزخر بها أرض الأحواز، من النفط إلى الأنهار الخصبة، فإن سكانه يعيشون تحت وطأة فقر مدقع وقمع ثقافي ممنهج، ومع تفاقم الأزمات البيئية، والاقتصادية، وارتفاع حدة التمييز العرقي، تتراكم الأسباب التي قد تشعل شرارة انتفاضة جديدة، هذه الانتفاضة، التي تحمل في طياتها أصوات الغضب والكرامة، قد تكون نقطة تحول تاريخية تعيد للأحواز هويتها وحقوقها المسلوبة منذ عقود.
ولعل من أبرز الأسباب التي تدفع نحو احتمالية اندلاع انتفاضة واسعة في الأحواز ضد الاحتلال الإيراني:
السياسات القمعية والانتهاكات الحقوقية:
الأحواز يشهد تمييزاً عرقياً وثقافياً واضحاً، من أبرز مظاهر هذا التمييز:
حرمان العرب من حقوقهم الثقافية: منع تدريس اللغة العربية في المدارس، ومحاربة الفلكلور العربي، وتجريم الأنشطة الثقافية التي تعكس هوية السكان.
الاعتقالات التعسفية والإعدامات: تستهدف السلطات النشطاء العرب بشكل ممنهج، حيث تشهد المنطقة أعلى معدلات الإعدامات مقارنة ببقية المناطق الإيرانية.
قمع الاحتجاجات الشعبية: غالباً ما يتم الرد على التظاهرات السلمية باستخدام القوة المفرطة، بما في ذلك القتل المباشر، كما حدث في احتجاجات 2019.
التهميش الاقتصادي والاستنزاف المالي:
رغم أن الأحواز تعد المورد الرئيسي للنفط والغاز في إيران، إلا أن سكانها يعانون من الفقر والبطالة.
استنزاف الموارد: يتم تصدير النفط والغاز من الأحواز دون أي استثمار يُذكر في تحسين الخدمات والبنية التحتية المحلية.
ارتفاع معدلات البطالة: تفرض السلطات قيوداً على توظيف السكان العرب في المشاريع الكبرى داخل منطقتهم، مما يؤدي إلى حرمانهم من الاستفادة من مواردهم.
غياب التنمية: مقارنة بالمناطق الفارسية، تفتقر الأحواز إلى مشاريع تنموية حقيقية في مجالات التعليم، الصحة، والنقل.
الكوارث البيئية وسياسات المياه المدمرة:
أدت سياسات تحويل مسارات الأنهار، مثل نهر كارون، إلى تفاقم أزمة المياه في الأحواز، مما دمر الزراعة وأجبر العديد من السكان على الهجرة القسرية.
تحويل مسار المياه: يتم توجيه مياه الأنهار الأحوازية إلى المناطق الفارسية، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية.
التلوث البيئي: الصناعات النفطية الإيرانية تلوث التربة والهواء، ما يجعل الأحواز واحدة من أكثر المناطق تلوثاً في البلاد.
التصحر والهجرة: جفاف الأراضي الزراعية دفع المزارعين إلى ترك أراضيهم، مما زاد من معدلات البطالة وأحدث تغييرات ديموغرافية قسرية.
تزايد الوعي الوطني:
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتنامي النشاط الإعلامي للأحوازيين في الخارج، أصبح السكان أكثر وعياً بحقوقهم وقضيتهم الوطنية.
التواصل مع العالم الخارجي: تسهم القنوات الإعلامية الأحوازية في فضح ممارسات النظام الإيراني.
الحراك الشبابي: الشباب الأحوازي يقود حراكاً ناشطاً يهدف إلى إعادة إحياء الهوية العربية وترسيخ فكرة المقاومة.
تأثير الأزمات الإيرانية الداخلية:
الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يواجهها النظام الإيراني على الصعيدين المحلي والدولي تضعفه تدريجياً، مما يفتح نافذة للأحوازيين لتحقيق مطالبهم.
تدهور الاقتصاد الإيراني: العقوبات الدولية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، مما أضعف قدرة النظام على السيطرة الكاملة على الأقاليم.
الصراعات الداخلية: تصاعد الاحتجاجات في مناطق أخرى داخل إيران، مثل كردستان وبلوشستان، يعطي زخماً للقضية الأحوازية.