مناهضون
رغم مرور قرابة قرن من الزمن على احتلال إيران للأحواز، لا تزال القضية الأحوازية حية في وجدان الشعب العربي الأحوازي، الذي يواجه سياسات ممنهجة تهدف إلى طمس هويته وحرمانه من حقوقه المشروعة، ورغم المحاولات المستمرة من نظام الاحتلال الإيراني لإخماد جذوة المقاومة عبر القمع والتهجير والتغيير الديموغرافي، إلا أن القضية الأحوازية لا تزال تتصدر المشهد مؤكدة أن أي محاولات لإخفائها أو إنهائها ستبوء بالفشل.
سياسات إيران لطمس الهوية الأحوازية
اتبعت الحكومات الإيرانية المتعاقبة العديد من الأساليب القمعية لإضعاف الهوية العربية للأحوازيين، ومن أبرز هذه السياسات:
– التغيير الديموغرافي
تهجير السكان العرب واستبدالهم بمستوطنين فارسيين.
منع الأحوازيين من تملك الأراضي أو العمل في القطاعات الحيوية.
بناء مستوطنات فارسية قرب المناطق العربية لفرض هيمنة سكانية.
– محاربة اللغة والثقافة العربية
حظر تدريس اللغة العربية في المدارس والجامعات.
منع الاحتفالات والمناسبات الثقافية العربية.
استبدال الأسماء العربية للمدن والقرى بأسماء فارسية.
– القمع الأمني والسياسي
اعتقالات تعسفية وإعدامات بحق الناشطين الأحوازيين.
فرض قوانين الطوارئ ومراقبة النشاط السياسي والاجتماعي.
منع الأحوازيين من تشكيل أحزاب سياسية أو مؤسسات مدنية تمثلهم.
– نهب الموارد الاقتصادية
استغلال الثروات النفطية في الأحواز دون إعادة الاستثمار في تنميته.
تهميش الأحوازيين في التوظيف داخل شركات النفط والغاز.
تحويل مياه نهر كارون إلى المحافظات الفارسية، مما أدى إلى أزمة مياه خانقة في الأحواز.
لماذا لم تنتهي القضية الأحوازية رغم القمع؟
رغم القمع الإيراني المستمر، لم تتراجع المقاومة الأحوازية، بل زادت حدة في العقود الأخيرة، ويعود ذلك إلى عدة أسباب رئيسية:
– الوعي القومي المتزايد: مع تطور وسائل الاتصال وانتشار الفكر القومي العربي، أصبح الأحوازيون أكثر وعيًا بحقوقهم المسلوبة.
– استمرار المقاومة المسلحة والسياسية: فصائل المقاومة الأحوازية مثل “حركة راد النهضة لتحرير الأحواز” تشن هجمات ضد النظام الإيراني وتتبنى خطابًا يرفض الاحتلال.
– دعم الجاليات الأحوازية في الخارج: الأحوازيون في المهجر ينظمون مؤتمرات ومظاهرات وفعاليات لكسب التأييد الدولي لقضيتهم.
– استمرار الانتهاكات الإيرانية: القمع المتواصل يزيد من حدة الغضب الشعبي، مما يغذي روح المقاومة.