مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تمويل الإرهاب.. شريان يغذي إيران وحزب الله

مناهضون

 

 

في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، تشتعل معركة هادئة خلف الكواليس قد يكون لها آثار كبيرة على أمن المنطقة.

بينما يتركز انتباه العالم على الصراع في غزة والتوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، تظهر قضية أخرى تتعلق بتمويل الإرهاب الإيراني، والتي تثير توترات جديدة بين عدة دول عربية وأوروبية وأمريكية، هذه المعركة تتعلق بمدى تأثير البترودولارات الإيرانية على تمويل حزب الله، والتنظيمات المشابهة، وكيفية قطع هذا الشريان المالي.

 

تمويل الإرهاب الإيراني

 

فيما يُعد حزب الله اللبناني واحدًا من أكثر التنظيمات ارتباطًا بإيران، يعتمد بشكل كبير على التمويل القادم من طهران.

 

حيث تتدفق هذه الأموال عبر قنوات معقدة تصل في نهاية المطاف إلى أيدي حزب الله، مما يُمكّنه من الحفاظ على نفوذه السياسي والعسكري في لبنان، ودعمه للعمليات الإرهابية خارج حدوده.

 

وتدور المعركة الحالية في أروقة “مجموعة العمل المالي” (FATF)، هيئة مراقبة غسل الأموال العالمية التي تتخذ من باريس مقرًا لها، فمن المتوقع أن تُدرج المجموعة لبنان على “القائمة الرمادية” للدول التي لا تمتثل لمعايير مكافحة غسل الأموال، مما يفرض على البلاد إجراء إصلاحات محددة لتجنب الانزلاق إلى “القائمة السوداء”.

 

ورغم أن مجموعة العمل المالي لا تتمتع بسلطات إنفاذ رسمية، فإن تقييماتها تؤثر بشكل كبير على قدرة الدول على التعامل في الأسواق المالية الدولية.

 

 

الأهمية الاستراتيجية للمواجهة

وذكرت هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر المجتمع الدولي بمخاطر السماح بتمويل الإرهاب، هذه المخاطر تدفع القوى الغربية إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه لبنان، الذي يُعد نقطة عبور رئيسية للأموال الإيرانية المتجهة إلى حزب الله.

 

والوضع السياسي والاقتصادي المضطرب في لبنان، مع نفوذ حزب الله على المؤسسات الأساسية، يُعقد من قدرة الحكومة اللبنانية على فرض المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال.

 

 

جمعية القرض الحسن

وتعتبر جمعية القرض الحسن (AQAH) الأداة الرئيسية لحزب الله في تحويل الأموال الإيرانية إلى لبنان.

 

وتعمل الجمعية كبنك فعلي، لكنها غير منظمة ولا تحمل ترخيصًا مصرفيًا، مما يسمح لها بتفادي الضرائب والاستفادة من الغطاء القانوني.

 

وتُستخدم هذه الأموال في دفع رواتب الجنود والمسؤولين، وتقديم الخدمات المصرفية للمجتمعات المحلية، مما يعزز من نفوذ حزب الله في لبنان.

 

 

خلافات إقليمية ودولية

وفي الوقت الذي تدعو فيه بعض الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تمويل الإرهاب، تُعارض بعض الدول العربية هذه الجهود، مما يعقد من مهمة FATF.

 

حيث تُشير تقارير إلى أن البحرين وليبيا من بين الدول التي تدعم الموقف اللبناني، مما يصعّب استهداف التمويل غير المشروع لحزب الله بفعالية.

 

 

مستقبل تمويل الإرهاب في المنطقة

والضغط الدولي على لبنان لتصحيح مساره المالي قد يكون له آثار إيجابية، حيث يُمكن أن يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية التي غادرت البلاد بسبب المخاوف من استخدام النظام المصرفي اللبناني كملاذ لغسل الأموال.

 

واتخاذ مجموعة العمل المالي موقفًا حازمًا يُمكن أن يساعد لبنان على الخروج من أزماته الاقتصادية والسياسية، ويمنع تدفق الأموال غير الشرعية.

 

وتُظهر المعركة حول تمويل إيران للإرهاب كيف يمكن أن تكون السياسات المالية أداة قوية في مكافحة الإرهاب، وما يحدث في الكواليس له تداعيات كبيرة على أمن المنطقة واستقرارها، ويشكل تحديًا للدول المعنية لإيجاد توازن بين مصالحها السياسية والأمنية، والفشل في التصدي لتمويل الإرهاب يعني استمرار التهديدات الأمنية، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في جميع أنحاء العالم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *