مناهضون
في ظل التصاعد المستمر للتوترات بين إيران وإسرائيل، تُظهر التطورات الأخيرة محاولات إيران لتأسيس “معادلات ردع جديدة” من خلال ضربات مباشرة على إسرائيل، إلا أن هذه المساعي قوبلت بتحديات غير متوقعة.
فبدلاً من تحقيق أهدافها، كشفت هذه العمليات عن نقاط ضعف في البنية الدفاعية الإيرانية، ما يجعل طهران أكثر عرضة لهجمات إسرائيلية مستقبلاً، خصوصاً على مواقع استراتيجية مثل منشآت الصواريخ والبنية التحتية النووية.
كشف ضعف الدفاعات الإيرانية
على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين على الطبيعة “المحدودة” للهجمات الأخيرة، إلا أن نتائج هذه العمليات كانت أكبر من المتوقع.
فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت عسكرية إيرانية مهمة، وأسفرت عن إضعاف ملحوظ في قدرات الدفاعات الجوية الإيرانية، هذا الأمر يجعل طهران أكثر هشاشة أمام أي عمليات إسرائيلية مستقبلية قد تطال مواقع نووية أو بنى تحتية حيوية.
أثر الضربات الإسرائيلية على القدرة الصاروخية الإيرانية
وإحدى النقاط الحاسمة التي كشفتها الهجمات هي تأثر قدرة إيران على إنتاج الصواريخ. حيث استهدفت إسرائيل منشآت تحتوي على مكونات أساسية لتجميع الصواريخ، مثل الخلاطات، وهي معدات يصعب على إيران الحصول عليها بسبب العقوبات الدولية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية دماراً في منشآت إنتاج الصواريخ في مواقع مثل بارشين وخوجير وشاهرود.
ويُقدّر بعض الخبراء أن استعادة إيران لطاقتها الإنتاجية قد تستغرق ما يقرب من عام، ما يعوق جهودها في الردع عبر إنتاج الصواريخ.
تقييد خيارات الرد الإيرانية
تواجه طهران حالياً معضلة في كيفية الرد على هذه الضربات. فمن جهة، أثبتت ترسانة الصواريخ الإيرانية ضعف مداها وموثوقيتها، مما يحد من الخيارات المتاحة أمامها.
ومن جهة أخرى، يُعد ضبط النفس نوعاً من التنازل الذي قد يضر بمصداقية إيران، سواء محلياً أو دولياً.
وبهذا، قد تضطر إيران للنظر في خيارات دبلوماسية لتجنب تصعيد جديد قد يؤدي إلى تآكل نفوذ حلفائها، مثل حزب الله، أو يعرقل الجهود الإقليمية الرامية إلى التهدئة.
احتمالات الانتقام العسكري المباشر
رغم احتمال سعي إيران إلى الانتقام العسكري المباشر، إلا أن هذه الخطوة تحمل مخاطر عالية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية التي قد تؤدي إلى تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران.
ومن المحتمل أن يشجع فوز محتمل لدونالد ترامب إسرائيل على اتخاذ خطوات أكثر جذرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
إضافة إلى ذلك، قد يؤدي تصعيد عسكري إلى تعقيد مساعي وقف إطلاق النار في مناطق التوتر مثل لبنان وغزة، في وقت تبدو فيه طهران عاجزة عن دعم حلفائها المحليين بسبب تراجع نفوذها المتزايد.
تعزيز الحلفاء وتعميق التقارب الإقليمي
من بين الخيارات التي قد تلجأ إليها إيران، التركيز على دعم حلفائها الإقليميين، سواء عبر تقوية حزب الله أو تفعيل حلفاء آخرين في المنطقة.