مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

الاحتلال وتصفية القضية الأحوازية

مناهضون

 

 

على مدار قرن من الزمن، ظل الأحواز يعاني من سياسات الاحتلال الإيراني التي تستهدف هويته وتاريخه وثقافته، في واحدة من أكثر القضايا المنسية في العالم العربي والإسلامي.

فمنذ اجتياح القوات الإيرانية للأحواز عام 1925 وإسقاط حكم الشيخ خزعل الكعبي، تعرض الأحوازيون لموجة متصاعدة من القمع والاستعمار والاستغلال الممنهج، بهدف طمس معالمهم القومية وتحويلهم إلى أقلية مضطهدة في وطنهم.

وعلى الرغم من أن الأحواز تُعد من أغنى المناطق الإيرانية بثرواتها الطبيعية، حيث تضم نحو 80% من النفط والغاز الإيراني، فإن شعبها يعاني من فقرٍ مُدقع وتهميش متعمد، في وقت تستمر فيه سلطات الاحتلال الإيراني بتنفيذ مشاريع تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية، ومنع الأحوازيين من التعبير عن هويتهم، واستخدام أدوات القمع والإعدامات الجماعية ضد أي حراك سياسي أو اجتماعي.

 

 

◄وسائل تصفية القضية الأحوازية

 

القمع الأمني والإعدامات الجماعية:

تعتمد سلطات الاحتلال الإيراني على القمع العنيف لإخماد أي مطالبات بالحقوق الأحوازية، حيث تُنفَّذ الإعدامات الجماعية بحق النشطاء السياسيين، والصحفيين، وأعضاء الحركات المطالبة بالاستقلال أو الحكم الذاتي.

كما تُمارس الأجهزة الأمنية حملات اعتقال تعسفية، وتُفرض الأحكام المشددة على الأحوازيين بتهم ملفقة مثل “العمالة لدول أجنبية” أو “تهديد الأمن القومي”.

 

 

تغيير التركيبة السكانية وتهجير السكان:

تتبنّى إيران سياسة تغيير ديموغرافي ممنهجة في الأحواز، تقوم على تهجير العرب من مناطقهم الأصلية واستقدام مستوطنين من العرق الفارسي، خاصة في المدن الكبرى مثل الأحواز العاصمة، عبادان، والمحمرة، ويتم تنفيذ هذه السياسات عبر وسائل مثل:

-مصادرة الأراضي الزراعية ومنحها للفُرس.

-فرض قيود اقتصادية تدفع السكان العرب إلى الهجرة القسرية.

-إقامة مستوطنات فارسية جديدة ضمن مخططات حكومية لتغيير التركيبة السكانية.

 

 

طمس الهوية الثقافية واللغوية:

تشهد الأحواز حملة ممنهجة للقضاء على هويتها العربية من خلال:

-حظر تدريس اللغة العربية في المدارس وفرض الفارسية كلغة رسمية وحيدة.

-منع ارتداء الزي العربي التقليدي في الأماكن العامة.

-التضييق على الاحتفالات والمناسبات العربية، واعتقال أي شخص يحيي الفعاليات الوطنية الأحوازية.

 

 

استغلال الموارد الاقتصادية ونهب الثروات:

على الرغم من أن الأحواز تُعد قلب الاقتصاد الإيراني نظرًا لاحتوائها على معظم النفط والغاز الإيراني، إلا أن سكانها يعيشون في فقر مدقع بسبب السياسات الإيرانية التي تهدف إلى حرمانهم من عوائد هذه الثروات، وتشمل مظاهر الاستغلال الاقتصادي:

تخصيص أرباح النفط والغاز لمناطق فارسية على حساب التنمية في الأحواز.

منع إقامة مشاريع تنموية حقيقية تخدم سكان الإقليم.

فرض الضرائب الباهظة وارتفاع أسعار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

 

 

تدمير البيئة وتجفيف الأنهار:

تسعى إيران إلى تدمير البيئة الطبيعية للأحواز ضمن مخططٍ يستهدف القضاء على أي مصادر رزق للعرب في الأحواز، حيث قامت الحكومة بتحويل مجاري الأنهار، مثل نهر كارون، إلى الداخل الإيراني، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وانتشار العواصف الرملية والتلوث البيئي، ما أسفر عن كوارث صحية واجتماعية خطيرة.

 

 

◄المواقف الإقليمية والدولية من القضية الأحوازية

 

الموقف العربي:

تتباين المواقف العربية تجاه القضية الأحوازية بين دعمٍ إعلامي محدود وصمتٍ رسمي، إذ ترفض بعض الدول العربية فتح الملف الأحوازي خشية التصعيد مع إيران، في حين أن بعض الأطراف غير الرسمية تحاول تسليط الضوء على معاناة الأحوازيين من خلال المنابر الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني.

 

الموقف الإيراني الرسمي:

تنظر إيران إلى الأحواز على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي نقاش حول الحقوق القومية للأحوازيين، كما تُبرر طهران قمعها للسكان العرب بذرائع مثل “الحفاظ على الأمن القومي”، وتتهم أي حراك سياسي أحوازي بأنه “حركة انفصالية مدعومة من الخارج”.

 

الموقف الدولي:

على الرغم من تقارير المنظمات الحقوقية الدولية التي تدين الانتهاكات الإيرانية، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات حقيقية لحماية الأحوازيين أو دعم قضيتهم، نظرًا للمصالح السياسية والاقتصادية مع طهران، التي تجعل من الأحواز قضية ثانوية في الأجندة الدولية.

 

 

◄المسارات الممكنة لمواجهة الاحتلال الإيراني

 

في ظل استمرار سياسات الاحتلال الإيراني القمعية في الأحواز، تبقى هناك عدة مسارات يمكن أن تعزز من قوة القضية الأحوازية على المستوى المحلي والدولي، ومنها:

-إحياء الوعي العربي والإسلامي بالقضية عبر الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.

-دعم الحراك السياسي الأحوازي دوليًا من خلال الضغط في المحافل الدولية لتجريم سياسات إيران القمعية.

-تعزيز المقاومة الشعبية داخل الأحواز عبر وسائل سلمية ومسلحة ضد الاحتلال الإيراني.فتح الملف الأحوازي في مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة لكشف انتهاكات إيران بحق السكان العرب.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *