مناهضون
تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران مع استمرار الأخيرة في تطوير برنامجها النووي، وعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية والدبلوماسية الدولية، تسعى إسرائيل إلى تعزيز قدرتها العسكرية لمواجهة التهديد النووي الإيراني.
وبينما تعود العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية إلى ملفات استراتيجية حساسة، تسلط الأضواء على سلاح إسرائيلي طور خصيصًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
ففي عام 2019، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، في مقابلة مع صحيفة “التايمز”، عن المخاوف المتزايدة بشأن الملف النووي الإيراني.
وأشار باراك إلى أن تحذيرات الرئيس الأمريكي جورج بوش في ذلك الوقت لم تؤثر كثيرًا على الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث لم تكن لدى إسرائيل خطة محكمة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بنهاية عام 2008، ولكن، بعد فترة وجيزة بدأت إسرائيل في تطوير خطط متعددة للتعامل مع هذا التهديد.
إحدى هذه الخطط كانت مستوحاة من الجدل حول استخدام القنابل الخارقة للتحصينات، ما أدى إلى ولادة عملية سرية تعرف باسم “الألعاب الأولمبية”.
هذه العملية التي تمت بالتعاون مع الولايات المتحدة، استخدمت سلاحًا إلكترونيًا غير تقليدي، هو فيروس “ستوكسنت”، الذي استهدف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.
وتمكن هذا الهجوم الإلكتروني من تدمير أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي، مما أعاق البرنامج النووي الإيراني لمدة عام على الأقل.
التدريبات العسكرية والرسائل السياسية:
في عام 2022، أجرت القوات الجوية الإسرائيلية تدريبات واسعة النطاق فوق البحر الأبيض المتوسط، حيث حاكت هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية.
حيث تم الإعلان عن هذه التدريبات علنًا، وتمحورت حول “الطيران بعيد المدى والتزود بالوقود في الجو”.
ورغم أن الهدف الظاهر كان تحذير إيران، إلا أن الرسالة الحقيقية كانت موجهة إلى إدارة الرئيس جو بايدن.
وأرادت إسرائيل أن تؤكد استعدادها لتنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية حتى وإن كانت بمفردها، لكنها ألمحت إلى أن فرص النجاح ستكون أكبر بكثير إذا انضمت الولايات المتحدة بقدراتها الهائلة، بما في ذلك “مدمرات المخابئ” التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل.
التحديات والقلق الأمريكي:
وفي مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، ظهرت شكوك حول قدرة إسرائيل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بشكل فعال دون مساعدة أمريكية.
ومع ذلك، تُثار تساؤلات داخل البنتاغون حول ما إذا كانت إسرائيل تستعد للقيام بعملية منفردة في ظل ظروف قد تكون مواتية أكثر الآن مقارنة بالمستقبل.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو منشآت الطاقة بشكل متهور.
وشدد بايدن على ضرورة أن تكون أي ضربات إسرائيلية متناسبة مع الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، ملمحًا إلى أن بعض الضربات المضادة ستكون مقبولة، لكن يجب تجنب التصعيد.