مناهضون
في أعقاب مقتل يحيى السنوار، أحد أبرز قيادات حركة حماس، برز اسم خليل الحية كأبرز المرشحين لتولي قيادة الحركة في مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل.
فالحية، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، يمثل خيارًا استراتيجيًا قد يعزز نفوذ طهران في المنطقة، وتعكس هذه التحولات ديناميكيات جديدة في الصراع المستمر بين حماس وإسرائيل، خاصة بعد أن تعرضت الحركة لضربات إسرائيلية مؤلمة.
وتشير التقارير إلى أن حركة حماس تتجه نحو تعيين خليل الحية، الذي يقيم حاليًا في قطر، كخليفة ليحيى السنوار، الزعيم السابق للحركة الذي اغتيل مؤخرًا.
ويُعتقد أن الحية، الذي يُعد أحد تلاميذ إسماعيل هنية، سلف السنوار، سيكون الخيار الأبرز لتعزيز الروابط مع إيران، حليف حماس الأساسي، كما أن تعيين الحية من شأنه أن يمنح طهران مزيدًا من النفوذ في المرحلة المقبلة من الصراع، والذي شهد تصاعدًا في العنف بين حماس وإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر من العام الماضي.
ووفقًا لكتابات غيث العمري ونعومي نيومان، زملاء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الحية يُرجح أن يواصل النهج الذي اتبعه السنوار، سواء على جبهة الحرب في غزة أو في الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع إيران.
وفي خطاب متلفز يوم الجمعة، أشار الحية إلى توليه مهام القيادة، ولو بشكل غير رسمي حتى الآن، وتعهد بمواصلة القتال حتى تحرير غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
|◄النفوذ الإيراني:
من المتوقع أن تستغل إيران هذا التغيير القيادي لتعزيز موقفها في المنطقة، خاصة بعد الضربات التي تعرضت لها كل من حماس وحزب الله من قبل إسرائيل.
ووفقًا لجين كينينمونت، مديرة السياسة والتأثير في شبكة القيادة الأوروبية، فإن صعود الحية سيمنح طهران فرصًا جديدة للتأثير في أي مفاوضات مستقبلية، خصوصًا فيما يتعلق بمسألة الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وعلى الرغم من الضغوط التي تتعرض لها إيران في المنطقة، فإن الحية الذي يتمركز في الدوحة قد يكون أقل عرضة للخطر المباشر مقارنة بالسنوار الذي كان متمركزًا في غزة.
ومع ذلك، أشارت كينينمونت إلى أنه لا يمكن استبعاد أي احتمال في هذه المرحلة، بما في ذلك استهداف الحية، رغم أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفًا نظرًا لموقعه الحالي في قطر.
|◄خلافة السنوار:
مقتل السنوار خلق فراغًا في قيادة حماس، ما أدى إلى بروز شخصيات أخرى قد تلعب دورًا أكبر في المستقبل القريب.
ومن بين هؤلاء شقيقه محمد السنوار، وعز الدين حداد، الذي يشغل منصب القائد العسكري للقسم الشمالي من غزة. في الوقت نفسه، يحاول أنصار حماس وإيران تحويل السنوار إلى رمز وبطل في الحرب ضد إسرائيل.
|◄الحية هدف محتمل:
على الرغم من أن الحية يُنظر إليه في الأساس كزعيم سياسي، إلا أن علاقاته الوثيقة مع الجناح العسكري لحماس تجعله هدفًا محتملاً لإسرائيل.
فالحية كان جزءًا من الفريق الذي خطط ونفذ هجمات 7 أكتوبر، والتي أشعلت شرارة الصراع المستمر مع إسرائيل.
ويقول حسن أبو هنية، الخبير في الحركات الإسلامية المتشددة، إن الحية يمثل جزءًا من الجناح المقرب من إيران، والذي يقود المعارك الحالية في غزة بتنسيق مباشر مع طهران.
ومع ذلك، قد تختار حماس عدم الإعلان عن تعيين الحية بشكل رسمي في هذه المرحلة، لتجنب وضع هدف واضح على رأسه، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة مع إسرائيل.