مناهضون
برز اسم ماهر الأسد، كواحد من أبرز الشخصيات المتورطة في إدارة إمبراطورية المخدرات في سوريا، فمن مطار المزة العسكري إلى الحدود اللبنانية والسورية، يتهم ماهر الأسد بتحويل البلاد إلى مركز عالمي لإنتاج وتهريب المخدرات، وخصوصاً حبوب الكبتاغون، التي أصبحت رمزاً لتمويل النظام ومصدر نفوذ لقادته في المنطقة.
ماهر الأسد هو قائد الفرقة الرابعة المدرعة، لا يُعرف فقط بكونه شخصية عسكرية نافذة بل أيضاً بصلاته العميقة بعالم الجريمة المنظمة، فتؤكد تقارير موثوقة وتصريحات لمسؤولين سابقين أن الأسد يقود شبكة ضخمة لإنتاج وتصدير المخدرات، مستخدماً منشآت عسكرية تحت سيطرته لتأمين العمليات.
وكانت أحدث الأدلة على ذلك اكتشاف ملايين الحبوب المخدرة داخل مقر المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري بدمشق، بالإضافة إلى أطنان أخرى عُثر عليها في منزله، هذه الكميات الهائلة تُظهر مستوى التنسيق الذي يديره ماهر الأسد وشركاؤه لضمان تدفق المخدرات إلى الأسواق الإقليمية، خصوصاً في دول الخليج.
ومع فرض عقوبات دولية خانقة على النظام السوري، لجأ الأسد إلى تجارة المخدرات كوسيلة لتمويل عملياته العسكرية وإثراء دائرة صغيرة من النخب الموالية، وأصبحت مادة الكبتاغون، المعروفة بآثارها المدمرة، المنتج الأبرز لهذه التجارة، فتُنتج بكميات ضخمة في معامل خاضعة لإشراف الفرقة الرابعة، ثم تُهرب عبر شبكات محمية من قبل المخابرات السورية وميليشيات موالية للنظام.
كما تعتبر الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد، اللاعب الأساسي في هذه العمليات، وبفضل نفوذها على المعابر الحدودية والموانئ، باتت الفرقة الرابعة العمود الفقري لتهريب المخدرات من سوريا إلى لبنان والأردن وغيرها.
وتقارير دولية عديدة، بما في ذلك منظمات حقوقية وصحفية، وصفت سوريا تحت حكم الأسد بأنها أصبحت “دولة مخدرات”، وتشير تقديرات إلى أن تجارة الكبتاغون وحدها تُدر على النظام السوري مليارات الدولارات سنوياً، ما يجعلها المصدر الأول لتمويل العمليات العسكرية والقمعية.
وأكد العميد نبيل الدندل، رئيس الأمن السياسي السابق في اللاذقية، خلال ظهوره في برنامج “السطر الأوسط” أن ماهر الأسد يقف وراء تجارة المخدرات، مستشهداً بعمليات ضبط الكميات الضخمة في منشآت عسكرية ومنزل الأسد نفسه.
وتتسق شهادة الدندل مع تقارير متعددة تؤكد تورط النظام في توظيف تجارة المخدرات كاستراتيجية للبقاء والهيمنة.
ولم يكن ماهر الأسد فقط أداة للقمع العسكري بل رمزاً لتحول النظام السوري إلى دولة مافيا تعتمد على تجارة غير مشروعة لتمويل بقائها، فالمخدرات التي يُصدرها الأسد وعصاباته لا تقتصر أضرارها على دول الجوار بل تحمل رسالة واضحة عن انهيار القيم وتحول الدولة السورية إلى كيان خاضع لجريمة منظمة تُدار من أعلى المستويات.