مناهضون
يبرز اسم محمد علي الحوثي كأحد أكثر الشخصيات نفوذاً داخل جماعة الحوثي، ليس بصفته قائداً عسكرياً، بل باعتباره العقل السياسي والتنفيذي الذي منح الجماعة غطاءً مؤسساتياً بعد سيطرتها على صنعاء.
محمد علي الحوثي لا يظهر بالخطاب الديني المتشدد مثل عبد الملك الحوثي، ولا يقتصر على قيادة المعارك الميدانية مثل غيره من قادة الصف الأول، بل برز كواجهة سياسية وإعلامية، قادرة على صياغة خطاب موجه للخارج، والترويج للجماعة كسلطة أمر واقع، حتى وإن كان ذلك عبر أدوات القوة والانقلاب.
النشأة:
ولد محمد علي الحوثي في محافظة صعدة، المعقل التقليدي للحوثيين، نشأ داخل البيئة العقائدية التي تشكلت فيها الحركة، وارتبط مبكراً بفكرها السياسي والديني.
ومع أنه لم يكن في الصفوف القيادية الأولى خلال بدايات الحركة، فإن انتماءه للعائلة الحوثية الحاكمة كان كفيلاً بتمهيد طريقه نحو دائرة النفوذ.
من الظل إلى الواجهة:
ظل محمد علي الحوثي بعيداً عن الأضواء خلال حروب صعدة (2004 – 2010)، لكنه قفز فجأة إلى صدارة المشهد السياسي بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
حينها أعلن عن تشكيل اللجنة الثورية العليا، وترأسها، لتصبح بمثابة “الحكومة الثورية” التي تدير مؤسسات الدولة المنهارة.
وبفضل هذا الموقع، بات محمد علي الحوثي الحاكم الفعلي لصنعاء، يوقع القرارات، ويدير الوزارات، ويشرف على أجهزة الدولة، ليصبح أبرز الوجوه المدنية للجماعة.
الذراع السياسية:
مثل محمد علي الحوثي الأداة التي حاولت من خلالها الجماعة إضفاء طابع “شرعي” على انقلابها، مستخدماً لغة سياسية أقل حدّة من خطابات عبد الملك الحوثي.
الحضور الإعلامي:
برز كأكثر قادة الحوثيين تواصلاً مع الإعلام الدولي، وكثيراً ما يستخدم حساباته على منصات التواصل الاجتماعي لإرسال رسائل سياسية مباشرة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
المبادرات والمناورات:
طرح أكثر من مرة مبادرات لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، وهي خطوات قرأها خصومه على أنها “مناورات سياسية” تهدف إلى تحسين صورة الجماعة لا أكثر.
النفوذ داخل الجماعة:
رغم هيمنة عبد الملك الحوثي على القرار العقائدي والعسكري، إلا أن محمد علي الحوثي يمثل “مركز الثقل السياسي” داخل الجماعة.
فهو يوازن بين الداخل والخارج، ويستفيد من صلاته العائلية ليبقى قريباً من دوائر القرار، دون أن ينافس زعيم الجماعة بشكل مباشر.
واجهة للانقلاب:
يُتهم بأنه “غطاء سياسي” لمشروع مسلح أطاح بمؤسسات الدولة وأدخل اليمن في دوامة حرب.
العقوبات الدولية:
أدرج اسمه على قوائم العقوبات الأمريكية والأممية بتهمة تهديد السلم والأمن في اليمن والمنطقة.
ازدواجية الخطاب:
يظهر سياسياً معتدلاً أمام الخارج، بينما يمارس دوراً قاسياً في إدارة الداخل، عبر فرض سلطة الأمر الواقع وتقييد الحريات.