مناهضون
تشهد إيران تطورات داخلية واضطرابات متزايدة، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف بشأن احتمالية اختبار طهران لأسلحة الدمار الشامل، وفي ظل هذه الديناميكيات تواجه إيران ضغوطًا غير مسبوقة على عدة جبهات.
ويتزامن ذلك مع تحركات إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، حيث تواجه أكبر وكلاء إيران، حزب الله وحماس، تحديات متزايدة، بينما تسعى إسرائيل لاحتواء تهديدات حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعملياتها المستمرة ضد حماس في غزة، تزداد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
التحديات الإقليمية والاستراتيجيات العسكرية:
في ضوء هذه التحديات، تبحث إسرائيل عن خيارات عسكرية داخل إيران، بينما تحذر إدارة بايدن من أن توجيه ضربات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.
ومع استمرار طموحات إيران النووية، يصبح احتمال توجيه ضربات استباقية واقعاً محتملاً، ولكن الضربات العسكرية وحدها لا تمثل الحل الكامل للتحدي الذي تمثله إيران، إذ تعتمد قوة النظام الإيراني على شبكة معقدة من الوكلاء، إضافة إلى القمع الداخلي، ما يستدعي تبني نهج أوسع متعدد الجوانب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
نهج متعدد الأبعاد:
لتحقيق الأهداف المرجوة لا ينبغي للولايات المتحدة وإسرائيل أن تعتمدا فقط على القوة العسكرية، بل يجب أن يجمعا بين العمليات الاستخباراتية والاستراتيجيات الإيديولوجية لزعزعة النظام من الداخل.
فمن خلال استغلال نقاط الضعف السياسية والاقتصادية في إيران، يمكن تعزيز فرص المعارضة الداخلية لإضعاف النظام تدريجياً.
استغلال الاضطرابات الداخلية:
تعد الاضطرابات الداخلية في إيران، التي تفاقمت بفعل الأزمات الاقتصادية وسوء الإدارة، فرصة كبيرة، فالتضخم المتزايد والأوضاع الاقتصادية الصعبة أثارت استياءً واسع النطاق حتى بين الإيرانيين غير المسيسين.
ورغم أن النظام تمكن سابقاً من قمع الاحتجاجات، مثل الحركة الخضراء في 2009 واحتجاجات 2019-2020، فإن موجات الاستياء الشعبي ما زالت مستمرة وتزداد قوة.
هذا يفتح الباب أمام فرص لتقديم الدعم اللوجستي والتكنولوجي للحركات الاحتجاجية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصةً من خلال توفير تقنيات الاتصالات الآمنة التي تساعدهم على التهرب من مراقبة الدولة وتعزيز قدراتهم التنظيمية.
فضح الفساد وتعزيز الضغوط الدولية:
من بين الاستراتيجيات الأساسية لإضعاف النظام هو كشف فساده الداخلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان.
وأسلوب حياة النخبة الإيرانية المبذر مقابل المعاناة الشعبية، بالإضافة إلى القمع الوحشي للمظاهرات السلمية، يقوض شرعية النظام.
ويمكن لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية جمع وتوزيع الأدلة حول الثروات المخفية للنظام الإيراني، مثل القصور والممتلكات الفاخرة التي يمتلكها كبار المسؤولين.
فنشر هذه المعلومات دولياً ومحلياً سيساعد في تقويض شرعية النظام وزيادة الضغوط الدولية، ما يعزز من فرص فرض عقوبات أقوى.
استهداف نقاط الضعف الاقتصادية:
يعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من تأثير العقوبات المتراكمة والفساد الداخلي، وهنا تكمن نقطة ضعف أخرى يجب استغلالها.
عبر استهداف القطاعات الاقتصادية الحيوية التي تمول العمليات العسكرية والاستخباراتية للنظام، يمكن لواشنطن وتل أبيب زيادة الضغوط الاقتصادية.
فمن خلال الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية، مثل منشآت النفط أو الأنظمة المصرفية، ستُجبر إيران على تحويل مواردها لمواجهة تلك التحديات، مما يقلل من قدرتها على تمويل عملياتها الخارجية وقمعها الداخلي.
وقد أظهرت التجارب التاريخية أن الأزمات الاقتصادية غالباً ما تكون مقدمة لتحركات ثورية. إن تنسيق هجوم اقتصادي وسيبراني فعال يمكن أن يعمق المشكلات الداخلية للنظام ويدفع الشعب الإيراني إلى مزيد من السعي نحو التغيير.