مناهضون
تُعتبر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل من أبرز التهديدات التي تُلّوح في الأفق ضمن سياق الصراع الطويل الأمد بين الطرفين، ومع تصاعد التوترات واحتدام الغارات الجوية والضربات الصاروخية، يبدو أن حزب الله يواجه تحديات غير مسبوقة قد تقلب موازين القوة في المنطقة.
والتحليلات الأخيرة تشير إلى أن قدرات حزب الله قد تكون عرضة للتقويض في حال انزلاق الأمور نحو مواجهة شاملة مع إسرائيل، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها الحزب مؤخرًا.
ضربات موجعة وتأثيرات عميقة
خلال الهجمات الإسرائيلية في 17 و18 سبتمبر، تعرضت البنية التحتية لحزب الله لضربات قوية، حيث يُقدّر أن هذه الهجمات قد شلّت ما يصل إلى 15% من القوة القتالية الكاملة للحزب.
ولم تقتصر هذه الضربات على إضعاف القدرات العسكرية، بل امتدت إلى البنية التحتية للقيادة والسيطرة داخل الحزب، مما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية حزب الله للتعامل مع تصعيد محتمل.
قطع رأس قوة النخبة
حيث كان مقتل إبراهيم عقيل، قائد “قوة رضوان” النخبوية، بمثابة ضربة قاصمة لحزب الله، حيث كانت هذه القوة تعتبر عماد أي تحرك استراتيجي تجاه إسرائيل.
ففقدان عقيل لا يمثل مجرد خسارة على مستوى القيادة، بل إنه يشكل تحديًا كبيرًا في هيكلية القيادة العسكرية للحزب، ما قد يؤثر بشكل كبير على قدرة حزب الله على تنسيق هجمات فعالة في المستقبل القريب.
التردد في الرد
ورغم قوة الضربات الإسرائيلية، إلا أن رد حزب الله حتى الآن يُعدّ محدودًا مقارنة بما كان متوقعًا، خاصة في ضوء الترسانة الضخمة التي يمتلكها الحزب والتي تتجاوز 150 ألف صاروخ وقذيفة.
حيث يمكن تفسير هذا التردد بعدة عوامل؛ منها الشلل الذي أصاب البنية الأساسية للاتصالات لدى الحزب نتيجة الهجمات الإسرائيلية، والاستهداف المنهجي للصواريخ والقذائف من قبل إسرائيل، وأخيرًا التقييم الواقعي من قبل قيادة حزب الله التي قد تكون تردد في التصعيد من موقف يبدو أنه غير مؤاتٍ.
التحدي الاستراتيجي والضغط الزمني
إسرائيل تُدرك جيدًا أهمية الضغط على حزب الله في هذا التوقيت الحرج، فالإجراءات الوقائية التي تتبعها إسرائيل تُنفّذ بطريقة ممنهجة وعدوانية، مما يضيّق الخناق على حزب الله ويحد من قدرته على الرد بشكل فعّال.
ومع مرور كل ساعة، تتضاءل الفرصة أمام حزب الله للقيام برد ذي مغزى يمكن أن يحافظ على سمعته ونفوذه في المنطقة.