مناهضون
شهد اليمن تحولات جذرية على مدار العقد الماضي، حيث لعب الحوثيون دورًا محوريًا في هذه التغيرات.
فمن سيطرتهم على العاصمة صنعاء إلى استخدام أساليب قمعية مشابهة لأساليب طالبان، يبدو أن الحوثيين يواصلون توسيع نفوذهم وسلطتهم في ظل صمت وتهاون المجتمع الدولي.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من الفقر المدقع وتدهور الأوضاع الإنسانية، تُطرح تساؤلات حول الخطوط الحمراء التي تُركت لتُمحى تدريجيًا أمام أعين العالم.
المحتجزون في الظلام:
في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في شمال غرب اليمن، تشير التقارير إلى احتجاز حوالي 60 موظفًا محليًا يعملون لصالح منظمات دولية ومنظمات إغاثة.
هؤلاء الأشخاص الذين يُفترض أنهم مختطفون، يعيشون في ظروف غامضة وغير معروفة، دون وصول إلى محامين أو أدوية، ومعزولين تمامًا عن العالم الخارجي.
وتضم قائمة المحتجزين موظفين من الأمم المتحدة والسفارات والوكالات الإنسانية، الذين كرسوا سنوات من حياتهم لتحسين إمدادات المياه، والحكم اللامركزي، ومشاريع الطاقة في اليمن.
استراتيجية الاختطاف وتأثيرها:
ليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها الحوثيون إلى اختطاف الأفراد لتحقيق أهدافهم السياسية.
ومع ذلك، فإن تصعيد هذه العمليات قد أدى إلى تداعيات سياسية ضخمة في اليمن، فعلى مدار سنوات، قام الحوثيون بتعديل معايير السلوك المقبول دوليًا، مستخدمين استراتيجيات مدروسة جيدًا للتصعيد والاستفزاز والهجوم.
ومضت عشر سنوات منذ سيطرتهم على صنعاء، ومنذ ذلك الحين، تم التراجع عن الكثير من الإنجازات الديمقراطية والحقوق المدنية، مع تشديد الخناق على المعارضين السياسيين، وتأسيس نظام إرهابي يسيطر على سكان البلاد.
تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية:
وبدلاً من التركيز على التنمية الاقتصادية، فرض الحوثيون ضرائب حرب جديدة تزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون بالفعل من الفقر.
ويتلقى الموظفون العموميون في المناطق الخاضعة للحوثيين رواتبهم بشكل غير منتظم، مما أدى إلى إفقار شمال غرب اليمن بشكل كبير، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 90% من السكان يعيشون في فقر.
الرد الدولي وتداعياته:
رغم التصعيد المستمر من قبل الحوثيين، فإن الرد الدولي كان معتدلاً بشكل ملحوظ. ما كان يُعد سابقًا خطوطًا حمراء، أصبح يُنظر إليه بشكل أقل حدة، قبل أن يتم تجاهله تمامًا.
واستسلم المجتمع الدولي لمطالب الحوثيين، متجاهلاً بشكل روتيني انتهاكاتهم للحريات الفردية ووصمهم للمساعدات الدولية.
ويبدو أن هناك رغبة في الحفاظ على الحوثيين كجزء من الحوار السياسي، حتى لو كان ذلك يعني تجاهل الجرائم والانتهاكات.