مناهضون
في ظل التوترات المستمرة في العراق والمنطقة، برزت مجموعة من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، التي أصبحت تشكل جزءًا من المشهد الأمني والسياسي المعقد في البلاد، من بين هذه الجماعات تبرز سرايا قاسم الجبارين كأحد الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنفيذ الاستراتيجيات الإيرانية الإقليمية، مستغلة حالة الفوضى الأمنية وانقسامات السلطة في العراق.
التأسيس والهيكلية:
تأسست سرايا قاسم الجبارين عام 2020، بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، لتصبح جزءًا من شبكة الميليشيات الشيعية العراقية التي تديرها إيران بشكل غير رسمي.
تنشط الجماعة بشكل رئيسي في مناطق شمال العراق، وخصوصًا في إقليم كردستان، حيث ارتبطت بعدد من الهجمات الاستراتيجية، أبرزها الهجوم على مطار أربيل الدولي عام 2021، ما يوضح ارتباطها الوثيق بالحرس الثوري الإيراني.
الأهداف والأنشطة:
تركز سرايا قاسم الجبارين على تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف القوات الأمريكية في العراق، ضمن استراتيجية إيران لإخراج هذه القوات من البلاد.
وتعتمد الجماعة على مستوى عالٍ من التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، ما يجعلها أداة فعّالة لتنفيذ السياسات الإيرانية الإقليمية دون أن تكون مرتبطة رسميًا بالحكومة العراقية، ما يعقد جهود السلطات في مراقبتها أو محاسبتها.
العلاقة مع إيران:
تُعد سرايا قاسم الجبارين جزءًا من شبكة واسعة تضم ميليشيات مثل: ربع الله، سرايا أولياء الدم، ولواء ثأر المهندس.
تعمل هذه الجماعات بطريقة غير رسمية، ما يزيد من صعوبة تفكيكها أو الحد من نفوذها.
وتشير بعض التقارير إلى أن إيران قد تسعى لتفكيك هذه الميليشيات الصغيرة أو دمجها ضمن مجموعات أكبر لتعزيز حضورها في العراق وضمان ولاء هذه الفصائل.
التغطية الإعلامية:
أظهرت وسائل الإعلام الإيرانية اهتمامًا خاصًا بسرايا قاسم الجبارين، إذ تغطي أنشطتها العسكرية وتبرز عملياتها في مناسبات محددة، مثل الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني.
وتهدف هذه التغطية الإعلامية إلى تعزيز صورة إيران الإقليمية بأكاذيب وهمية وإظهار تأثيرها ونفوذها في العراق عبر هذه الميليشيات.
