مناهضون
تشهد الساحة السياسية في الشرق الأوسط تصاعدًا جديدًا في التوترات بين إيران والولايات المتحدة، مع توجيه اتهامات لطهران بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتتزامن هذه الأنباء مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يثير العديد من التساؤلات حول دوافع وأهداف إيران من وراء هذه الخطوة، وتأثيرها المحتمل على مستقبل العلاقات الإيرانية-الأمريكية واستقرار المنطقة.
ووفقًا لمصادر حكومية متعددة مرتبطة بحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تحاول إيران اغتيال ترامب، وتطمح لتحقيق ذلك بحلول يوم الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر.
تلك المصادر أشارت إلى أن إيران تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف من أجل تجنب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي اتخذ موقفًا عدائيًا صارمًا ضدها خلال فترة رئاسته، وفقاً لصحيفة ديلي ميل.
يعرف عن الملالي في إيران عداؤهم الواضح تجاه ترامب، خاصة بعد أن أصدر الأخير أمرًا بشن هجوم صاروخي بطائرة بدون طيار على بغداد في يناير 2020، مما أسفر عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي كان يُعتبر ثاني أقوى رجل في إيران بعد المرشد الأعلى علي خامنئي.
وكان سليماني يحظى بشعبية كبيرة داخل إيران، وكان يُنظر إليه كرمز للقوة والنفوذ الإيرانيين في المنطقة.
أهمية التهديد
من المتوقع أن تكون عودة ترامب إلى الرئاسة تهديدًا خطيرًا لإيران ونفوذها في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تعهده خلال حملته الانتخابية بوقف برنامج إيران النووي وفرض عقوبات اقتصادية مشددة عليها.
وفي خطاب ألقاه أمام المؤتمر الوطني الجمهوري الشهر الماضي، أكد ترامب أن إيران تقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما وصفه بالعار والنتيجة المباشرة لسياسات إدارة بايدن.
واتهم ترامب إدارة بايدن بالتساهل مع إيران، مما أدى إلى انتعاش اقتصادها وزيادة جرائمها في المنطقة.
وذكر أن إيران كانت في حالة إفلاس، لكنها الآن تمتلك 250 مليار دولار، وهي أموال حققتها خلال العامين ونصف العام الماضيين.
موقف طهران
تتخذ طهران موقفًا عدائيًا تجاه ترامب، معتبرةً أن قتله هو الخيار الأكثر أمانًا للحفاظ على نفوذها الإقليمي.
ويرى قادة النظام الإيراني أن حماية ترامب خلال التجمعات العامة وتأمين طائرته الخاصة يمثل تحديًا كبيرًا لجهاز الخدمة السرية الأمريكي.
تأتي هذه التهديدات في ظل توقعات بأن اغتيال رئيس سابق أو مرشح رئاسي أمريكي قد يجلب عواقب وخيمة على الدولة المعتدية.
إلا أن المصادر المقربة من الملالي تؤكد اعتقادهم بأنهم سيكونون محصنين من الانتقام الخطير من الولايات المتحدة إذا نجحوا في قتل ترامب.
تقييم التهديدات
وتواصل قادة النظام الإيراني إصدار تهديدات لفظية لحياة ترامب، بما في ذلك تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده العام الماضي، الذي قال في برنامج تلفزيوني: “نحن نسعى، إن شاء الله، إلى قتل ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو”.
وقد تزايدت تلك التهديدات بعد محاولة اغتيال فاشلة لترامب في ولاية بنسلفانيا الشهر الماضي، حيث حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية حول مؤامرة مدعومة من النظام الإيراني لاغتياله.
الجدير بالذكر أن التهديدات الإيرانية تبرز باغتيال دونالد ترامب كجزء من الصراع الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران، والذي ينعكس في برامج التسلح النووي والعقوبات الاقتصادية والتحالفات الإقليمية.