مناهضون
يعد نهب الاحتلال الإيراني لثروات الأحواز جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية للأحواز لصالح نظام الاحتلال الإيراني على حساب السكان الأصليين، وهذا النهب لا يقتصر فقط على الثروات المادية، بل يمتد ليشمل الحقوق السياسية والاجتماعية للشعب الأحوازي.
ومع استمرار هذه السياسات، تظل الأحواز تعاني من الفقر والتهميش، ويظل الاحتلال الإيراني في دائرة الاستغلال غير العادل لهذه المنطقة الغنية بالموارد.
النهب النفطي:
تعتبر الأحواز واحدة من أكبر المناطق المنتجة للنفط في العالم، إذ تحتوي على احتياطات ضخمة من النفط، يُقدّر بعضها بحوالي 10% من إجمالي الاحتياطيات النفطية في إيران.
فمنذ احتلالها، عملت إيران على استغلال هذه الثروات دون تقديم أي فوائد تذكر للسكان المحليين.
وعلى سبيل المثال، يتم استخراج النفط من حقول الأحواز ويُصدّر إلى الخارج، بينما يبقى سكان المنطقة في فقر مدقع، يعانون من تلوث البيئة والتدهور الاقتصادي.
فعلى الرغم من العائدات الهائلة التي تجنيها إيران من هذا النفط، لا يُستثمر أي جزء من هذه العائدات لتحسين حياة الأحوازيين أو تطوير بنيتهم التحتية.
استغلال المياه والموارد المائية:
تمتاز الأحواز بوفرة موارد المياه العذبة، حيث يتدفق نهر كارون، الذي يُعد من أطول أنهار إيران، في قلب الأحواز، هذا النهر وغيره من الأنهار المحلية تستخدمها إيران في مشاريع صناعية وزراعية ضخمة خارج الأحواز، مما أدى إلى جفاف الأنهار والبحيرات في المنطقة.
وقد تم تحويل مياه نهر كارون إلى مناطق غير أحوازية، في حين يعاني السكان المحليون من نقص حاد في المياه النظيفة.
كما تُستخدم المياه لتوليد الطاقة الكهربائية للمناطق الإيرانية الأخرى، تاركة الأحواز في حالة من العوز المائي.
التعدين واستخراج المعادن:
تُعد الأحواز من المناطق الغنية بالمعادن مثل الكبريت والفوسفات والزنك والحديد، ولكن هذه الموارد يتم استخراجها من قبل الشركات الإيرانية التي تقوم بتصديرها إلى الخارج أو استخدامها في الصناعات الإيرانية الكبرى، مع الإبقاء على القليل من الفوائد الاقتصادية للأحواز.
كما تتعرض الأراضي الزراعية في الأحواز للتدمير بسبب الأنشطة التعدينية، مما يعرض البيئة المحلية للخطر ويزيد من صعوبة الحياة اليومية للأحوازيين.
الصناعة وتدهور البيئة:
إيران أنشأت عدة صناعات ثقيلة في الأحواز، خاصة في مجال النفط والغاز، مما تسبب في تلوث الهواء والمياه، هذه الصناعات تعتمد بشكل أساسي على الموارد الطبيعية الأحوازية، لكن الأضرار البيئية الناتجة عنها تؤثر بشكل كبير على صحة المواطنين الأحوازيين.
فالصناعات الكبرى مثل المصافي وورش تصنيع المواد الكيمياوية وغيرها تستفيد من أراضي الأحواز بأدنى تكلفة، بينما يُترك السكان المحليون يعانون من تلوث هوائهم ومياههم.
عدم استثمار العوائد في التنمية المحلية:
على الرغم من أن الأحواز تشكل عنصراً مهماً في الاقتصاد الإيراني، إلا أن العوائد الناتجة عن استغلال ثرواتها الطبيعية تُستثمر في مشاريع غير مرتبطة بتنمية المنطقة، هذا الأمر يساهم في تفشي البطالة، والفقر، وغياب الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
بل إن الاحتلال الإيراني يعمد إلى بناء مشاريع اقتصادية لا تخدم سوى المصالح الإيرانية، كالمرافق العسكرية، بينما يُترك السكان الأحوازيون يعانون من الفقر.
مقاومة الأحوازيين:
على الرغم من محاولات إيران لطمس الهوية الأحوازية ونهب ثروات المنطقة، إلا أن هناك حركات مقاومة نشطة في الأحواز تسعى إلى استعادة حقوقهم واستقلالهم، هذه الحركات تكافح لاستعادة السيطرة على ثرواتهم الطبيعية، والمطالبة بتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم القمع الشديد والاضطهاد الذي يواجهه المقاومون، فإن صوتهم يستمر في التأثير على الساحة السياسية الإقليمية والدولية.
تداعيات النهب على المجتمع الأحوازي:
النهب المستمر لثروات الأحواز من قبل الاحتلال الإيراني أدى إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة على المجتمع المحلي.
حيث يواجه الأحوازيون تحديات كبيرة في مجالات الصحة والتعليم والسكن، في وقت تتمتع فيه مناطق أخرى في إيران بمستوى أعلى من التنمية والرفاهية.
كما أن استمرار استنزاف الموارد الطبيعية يهدد البيئة المحلية، ويزيد من أزمات المياه، ويؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية.