مناهضون
في ظل تعقيدات المشهد اليمني المتفاقم، تواجه جماعة الحوثي تحديات جذرية تهدد مستقبلها السياسي والعسكري، فعلى الرغم من سيطرتها على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن لسنوات، تجد الجماعة نفسها الآن محاصرة بأزمات داخلية وضغوط إقليمية ودولية متصاعدة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
◄تحديات داخلية تعصف بالجماعة:
– الصراعات الداخلية على السلطة
تعاني جماعة الحوثي من انقسامات عميقة بين قياداتها، حيث تفاقمت الخلافات حول توزيع النفوذ والمناصب، مما أضعف وحدة الصف الداخلي.
هذه الانقسامات لم تقتصر على القيادات فقط، بل امتدت إلى قواعدها الاجتماعية، حيث بدأت الحاضنة الشعبية بالتململ من السياسات الداخلية للجماعة.
– انحسار التأييد الشعبي
مع تزايد السياسات القمعية وفرض الضرائب والإتاوات، فقدت الجماعة الكثير من دعمها الشعبي، والسكان المحليون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة يعانون من فقر مدقع وانعدام الخدمات الأساسية، ما دفع العديد من القبائل والمجتمعات المحلية إلى التمرد ورفض الهيمنة الحوثية.
– الأزمة الاقتصادية المتفاقمة
يشكل الاقتصاد المتدهور عقبة رئيسية أمام الجماعة، فالحرب المستمرة أنهكت الأنشطة الاقتصادية، فيما زاد اعتماد الحوثيين على الابتزاز المالي من السكان، مما أدى إلى تفاقم المعاناة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
كما أن انعدام الاستقرار الاقتصادي يجعل من الصعب على الجماعة الحفاظ على قبضتها الطويلة الأمد.
◄ضغوط إقليمية ودولية تهدد النفوذ الحوثي:
– تصاعد الاستهداف العسكري
تكثفت العمليات العسكرية التي تستهدف قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي، ما أدى إلى حالة من الإرباك داخل هيكل التنظيم، وفقدان قيادات مؤثرة يصعب تعويضها يضعف القدرة العسكرية والتخطيطية للجماعة، مما يجعلها أكثر عرضة للانهيار.
– التحركات الدبلوماسية والعقوبات
تبذل الدول الإقليمية والدولية وعلى رأسها التحالف العربي، جهودًا دبلوماسية مكثفة لعزل الحوثيين سياسيًا، فالعقوبات الاقتصادية وتضييق الخناق على مصادر التمويل أضعفت موقف الجماعة في المجتمع الدولي وقلصت خياراتها الاستراتيجية.
– نجاحات التحالف العربي
تمكنت قوات التحالف العربي من تحقيق تقدم على الأرض، خاصة في المناطق الاستراتيجية، هذه الانتصارات زادت من الضغوط العسكرية على الحوثيين، مما دفعهم إلى استنزاف مواردهم في معارك طويلة الأمد.
◄كيف أضعفت سياسات الحوثيين موقفهم؟
– فقدان الدعم الشعبي
تحولت الجماعة من حركة مقاومة إلى سلطة قمعية، مما أفقدها الدعم القبلي والشعبي، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وفرض أعباء مالية باهظة على السكان زادت من عزلتها، ودفعت العديد من القبائل إلى الاصطفاف ضدها.
– الارتباط بإيران
ارتباط الحوثيين بإيران جعلهم هدفًا مباشرًا للضغوط الإقليمية والدولية، هذا التحالف الاستراتيجي زاد من استهداف الجماعة وجعلها رهينة للأجندة الإيرانية، مما أثار شكوكًا واسعة حول استقلالية قراراتها.
◄التصعيد العسكري بين المغامرة والمخاطر:
– هجمات ضد إسرائيل
محاولات الحوثيين لاستهداف إسرائيل عبر البحر الأحمر أكسبتهم بعض الدعم الرمزي داخل محور المقاومة، لكن الردود الإسرائيلية بما في ذلك استهداف البنية التحتية النفطية، كبدتهم خسائر اقتصادية كبيرة وأظهرت حدود قدرتهم العسكرية.
– تهديد الملاحة الدولية
تهدف الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تعزيز نفوذهم عبر فرض رسوم على الملاحة الدولية، غير أن الرد الأمريكي والإسرائيلي على هذه التحركات كبد الجماعة خسائر فادحة، ما أضعف موقفها بشكل تدريجي.
◄القرارات الخاطئة:
خلال ذروة قوتهم في السنوات الأخيرة، أضاع الحوثيون فرصًا كبيرة لتحقيق السلام، فرفضهم لمبادرات الحل السياسي التي طرحتها الحكومة اليمنية ودول التحالف دفعهم إلى مواجهة عسكرية واقتصادية طويلة الأمد.
◄مستقبل غامض أمام الحوثيين:
في ظل الضغوط المتزايدة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، تبدو خيارات الحوثيين محدودة.
ومع استمرار التحركات الدبلوماسية والعسكرية لإضعاف الجماعة، فإن الحوثيين يقفون اليوم أمام مفترق طرق صعب، حيث أصبحت قدرتهم على المناورة محدودة في ظل العزلة المتزايدة واستمرار النزيف الاقتصادي والسياسي.