مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

حقائق تاريخية.. هل قاوم الأحوازيون الاحتلال الإيراني؟

مناهضون

 

 

تعد الأحواز واحدة من المناطق الحيوية في الشرق الأوسط، فبجانب غناها بالموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز، تتميز الأحواز بموقعها الاستراتيجي المطل على الخليج العربي.

 

هذه العوامل جعلت الأحواز مطمعًا للإمبراطورية الإيرانية، التي قامت بضمها بالقوة في عام 1925، ومنذ ذلك الحين، عاشت المنطقة في ظل سياسات قمعية واستعمارية، مما أفضى إلى سلسلة من حركات المقاومة التي بدأت منذ اللحظات الأولى للاحتلال.

 

فقبل الاحتلال الإيراني، كانت الأحواز تحت حكم مشيخة عربية بقيادة الشيخ خزعل الكعبي، تمتع الأحوازيون بقدر من الحكم الذاتي، وكانت لديهم علاقات وثيقة مع دول الخليج المجاورة.

 

وفي عام 1925، قرر رضا شاه بهلوي، الذي كان يسعى لتوسيع نفوذ الدولة الإيرانية الحديثة، السيطرة على المنطقة وضمها إلى إيران.

 

وقد تم هذا الاحتلال بدعم بريطاني ضمن اتفاقيات دولية سرية، مما ترك الشعب الأحوازي عرضة لسياسات قمعية تهدف إلى تغيير هويتهم العربية ودمجهم بالقوة في الثقافة الفارسية.

 

 

 

مرحلة ما بعد الاحتلال: 1925-1930

 

ومباشرة بعد الاحتلال الإيراني، اندلعت أولى موجات المقاومة بقيادة الشيخ خزعل الكعبي.

 

حيث حاول الشيخ خزعل، الذي رفض الاستسلام لقوات رضا شاه، حشد القبائل الأحوازية وتنظيم انتفاضات مسلحة ضد الاحتلال.

 

وركزت هذه المقاومة في البداية على استعادة الحكم الذاتي ورفض الهيمنة الإيرانية، ومع ذلك، كانت القوات الإيرانية مدعومة بقدرات عسكرية متقدمة ودعم خارجي قوي، مما أدى إلى إخماد هذه الانتفاضات بحلول عام 1930، وتم اعتقال الشيخ خزعل ونفيه، ليصبح رمزًا للمقاومة الأحوازية.

 

 

المقاومة في فترة حكم محمد رضا بهلوي: 1941-1979

 

مع تولي محمد رضا بهلوي الحكم، استمرت سياسات التمييز والتهميش ضد العرب الأحوازيين.

 

وقد تركزت هذه السياسات على محو الهوية العربية للأحواز عبر منع استخدام اللغة العربية في المدارس والإعلام، وتشجيع الهجرة الفارسية إلى المنطقة لتغيير التركيبة السكانية.

 

ورغم القمع، ظهرت حركات مقاومة منظمة خلال هذه الفترة. كانت أبرزها “حركة تحرير عربستان” و”الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز”، اللتان تبنتا الكفاح المسلح كوسيلة لمقاومة الاحتلال الإيراني.

 

واعتمدت هذه الحركات على عمليات اغتيال واستهداف المرافق الحكومية والبنى التحتية للضغط على النظام الإيراني.

 

لكن هذه المحاولات كانت تواجه برد فعل عنيف من قبل السلطات الإيرانية التي استخدمت القمع والتصفية الجسدية لقادة المقاومة.

 

 

المقاومة بعد الثورة الإسلامية 1979

 

ومع قيام ما تسمى بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أمل الكثيرون في أن تؤدي هذه الثورة إلى تحسين أوضاع الأقليات في البلاد، بما في ذلك العرب الأحوازيون.

 

ولكن ما حدث كان عكس ذلك، حيث شددت الحكومة الجديدة من سياسات القمع والتهميش. في ظل حكم آية الله الخميني، شهدت الأحواز مزيدًا من التمييز، وبدأت تظهر حركة مقاومة جديدة.

 

وفي عام 1979، اندلعت انتفاضة واسعة في الأحواز احتجاجًا على التمييز العنصري والسياسات القمعية التي تمارسها الحكومة.

 

ولكن هذه الانتفاضة قمعت بوحشية من قبل الحرس الثوري الإيراني، الذي استهدف القادة والنشطاء الأحوازيين بالاعتقال والتعذيب.

 

وكانت هذه الانتفاضة علامة فارقة في تاريخ المقاومة الأحوازية، حيث أكدت على استمرار النضال الأحوازي رغم التغيرات السياسية في إيران.

 

 

المقاومة الحديثة: 2005-حتى اليوم

 

في السنوات الأخيرة، شهدت الأحواز عودة قوية للمقاومة ضد الاحتلال الإيراني.

 

واندلعت سلسلة من الاحتجاجات والانتفاضات في عام 2005 وفي السنوات اللاحقة، تطالب بالحقوق الأساسية ووقف السياسات التمييزية.

 

ورغم القمع الشديد، استمرت الحركات الأحوازية في التنظيم والعمل في الداخل والخارج.

 

وقد تطورت أساليب المقاومة لتشمل الجانب الدبلوماسي والإعلامي، حيث سعت المنظمات الأحوازية إلى جذب انتباه المجتمع الدولي إلى قضيتهم.

 

كما لجأت بعض الفصائل إلى تنفيذ عمليات نوعية داخل إيران، مستهدفة مؤسسات الدولة ورموزها، لإرسال رسالة بأن المقاومة مستمرة ولن تنتهي إلا بتحقيق مطالب الأحوازيين في الحرية والكرامة.

 

الجدير بالذكر أن مقاومة الأحوازيين للاحتلال الإيراني لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لضم منطقتهم إلى الدولة الإيرانية، هذه المقاومة تعبر عن رفض عميق للهيمنة الفارسية ومحاولة لطمس الهوية العربية للأحواز.

 

وعلى الرغم من مرور عقود من الزمن، لم تخمد شعلة المقاومة الأحوازية، بل ازدادت اشتعالًا مع كل جيل جديد، كما يعكس هذا الصمود المستمر رغبة الأحوازيين في استعادة حقوقهم المسلوبة والعيش بحرية وكرامة في أرضهم.

 

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *