مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

حتى لا ننسى.. كيف خطط الاحتلال الإيراني لتعطيش الأحواز؟

مناهضون

 

 

منطقة الأحواز ليست مجرد أرض غنية بالموارد الطبيعية والمياه، بل هي رمز للمقاومة والصمود في وجه سياسات الاحتلال الإيراني التي تهدف إلى إضعاف الهوية الأحوازية وتركيع سكانها.

 

فمنذ اندماجها القسري مع إيران، تعرضت الأحواز لسياسات ممنهجة هدفها الاستيلاء على مواردها وإفقار سكانها الأصليين، وكان “تعطيش الأحواز” أحد أبرز هذه السياسات.

 

 

الأهمية الاستراتيجية للأحواز

تقع الأحواز في منطقة غنية بالنفط والغاز والمياه، مما يجعلها مطمعًا دائمًا للقوى التي تسعى للسيطرة عليها.

ونهر كارون، وهو الأكبر في إيران، يعبر قلب الأحواز ويوفر مياهًا عذبة لحوالي 5 ملايين شخص، إلا أن هذه الثروة الطبيعية أصبحت مصدرًا لمعاناة سكان المنطقة بسبب سياسات تجفيف المياه وتحويل مجاري الأنهار التي تبنتها السلطات الإيرانية منذ عقود.

 

 

استراتيجية تعطيش الأحواز:

1. تحويل مجاري الأنهار:

تمثل تحويل مجاري الأنهار أحد الأساليب الأكثر تدميراً التي استخدمتها السلطات الإيرانية. بدأت هذه العملية بتحويل مسار نهر كارون ليصب في مناطق أخرى داخل إيران، وخصوصاً في المحافظات المركزية مثل أصفهان ويزد، التي تعاني من نقص في المياه.

هذا التحويل كان له أثر مدمر على الأراضي الزراعية في الأحواز، حيث جفت الحقول وانهارت البنية التحتية الزراعية التي كانت تعتمد بشكل كبير على مياه النهر.

 

2. بناء السدود دون مراعاة البيئة:

إلى جانب تحويل مجاري الأنهار، نفذت السلطات الإيرانية مشاريع بناء سدود ضخمة على الأنهار الأحوازية، مثل سد “غوتفند” الذي أقيم على نهر كارون.

وتم بناء هذا السد دون دراسة بيئية كافية، مما أدى إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وزيادة نسبة الملوحة في المياه المتبقية.

هذه السدود لم تؤثر فقط على المياه السطحية بل أيضًا على المياه الجوفية، حيث انخفضت مستويات المياه الجوفية إلى حد خطير، مما أدى إلى تدهور الزراعة وتفاقم أزمة المياه.

 

3. تجفيف الأهوار وتدمير الحياة البرية:

استهدفت السلطات الإيرانية الأهوار، التي تعتبر من أكبر وأهم البيئات المائية في المنطقة، وتم تجفيف الأهوار بشكل ممنهج من خلال قطع الإمدادات المائية، مما أدى إلى تدمير بيئة غنية بالتنوع البيولوجي الذي كانت تعتمد عليه الكثير من المجتمعات الأحوازية للصيد والزراعة.

 

كما تسبب تجفيف الأهوار في تهجير آلاف السكان المحليين الذين فقدوا مصادر رزقهم.

 

الآثار الاجتماعية والاقتصادية:

1. تدهور الزراعة وانعدام الأمن الغذائي:

تعتبر الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان الأحواز، ولكن مع نقص المياه وتجفيف الأراضي الزراعية، أصبح من المستحيل تقريبًا زراعة المحاصيل أو تربية الماشية.

وقد أدى هذا إلى انعدام الأمن الغذائي وزيادة معدلات الفقر بين الأحوازيين، مما جعلهم أكثر عرضة للاستغلال والتمييز من قبل السلطات الإيرانية.

 

2. أزمة مياه الشرب وانتشار الأمراض:

تسببت سياسة “تعطيش الأحواز” في نقص حاد في مياه الشرب النظيفة. سكان الأحواز أصبحوا يعتمدون على مصادر مائية ملوثة، مما أدى إلى انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا والإسهال الحاد.

وتفاقمت هذه الأزمة الصحية مع نقص الخدمات الطبية والإهمال المتعمد من قبل السلطات الإيرانية.

 

3. الهجرة القسرية والنزوح الداخلي:

نتيجة للتدهور الاقتصادي والبيئي، أجبر العديد من سكان الأحواز على الهجرة من مناطقهم الأصلية بحثًا عن سبل للعيش في أماكن أخرى داخل إيران أو حتى خارجها.

 

هذه الهجرة القسرية لم تكن نتيجة فقط للبحث عن فرص اقتصادية، بل أيضًا للهروب من القمع والاضطهاد السياسي الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد الأحوازيين.

 

الآثار السياسية:

1. إضعاف الهوية الوطنية الأحوازية:

تهدف سياسة “تعطيش الأحواز” إلى إضعاف الهوية الوطنية والثقافية للأحوازيين من خلال خلق بيئة معيشية قاسية تجعل من الصعب على السكان التفكير في المقاومة أو الحفاظ على ثقافتهم وتراثهم.

حيث تسعى السلطات الإيرانية إلى تحويل الأحواز إلى منطقة متخلفة ومعزولة، مما يسهل من عملية دمجها القسري في الدولة الإيرانية ومنع أي حركة استقلالية أو مطالبة بالحقوق.

 

2. تعزيز السيطرة المركزية:

من خلال السيطرة على الموارد المائية وتحويلها إلى المناطق المركزية في إيران، تسعى السلطات إلى تعزيز سيطرتها المركزية على البلاد وضمان ولاء المحافظات الأخرى، حتى لو كان ذلك على حساب معاناة سكان الأحواز.

هذه السياسة تهدف إلى خلق توازن ديمغرافي وجغرافي يصب في مصلحة الاحتلال الإيراني على حساب حقوق ورفاهية سكان الأحواز.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *