مناهضون
تشهد إيران بشكل يومي ومتكرر خروج احتجاجات وتظاهرات ضد نظام الملالي وحكومته بعد مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية.
قام المتظاهرون باستخدام أساليب جديدة، وهي احتجاجاتهم في الشوارع، وكتابة الشعارات على الجدران، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشويه صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي ليكون تأثير أكثر ديمومة، وأن محو الشعارات يتطلب طاقة إضافية من القوى القمعية، وظهرت مقاطع فيديو للمواطنين وهم يرددون الشعارات بشكل متزايد من النوافذ وأسطح المنازل.
وقامت العديد من النساء بخلع الحجاب وقص الأخريات شعرهن في عدد من الأماكن العامة، في أكثر من 40 مدينة، حيث تنال هذه التظاهرات دعم كبير من دول العالم ومن رياضيين وفنانيين.
فمنذ 2019، حدثت عدة تظاهرات بسبب الظلم، وارتفاع أسعار الغاز، وزيادة الفساد، وضعف الرعاية الصحية، وغيرها، ولكن كل هذه التظاهرات قُبِلت بالقمع واعتقال الآلاف من رجال ونساء.
كما نجحت التظاهرات هذه المرة في توحيد جماعات، وتجاوزت الانتقسامات الموجودة داخل إيران.
كما نظم طلاب جامعة جمران، مسيرة داخل الحرم الجامعي دعماً للاحتجاجات التي شهدتها البلاد، ورددوا عبارات تعبر عن سلميتهم وعن مطالبهم قائلين: لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج، وانضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب، وقدم أساتذة الجامعات استقالتهم دعماً للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، وتوقف أخرون عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي.
ولكن قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت بشكل متعمد وقمعت المتظاهرين، في عدد من المدن كما سيطرت عليها، واعتقال عدد من الشباب الجامعي اللذين خرجوا للتظاهر والإعتراض على ما حدث لمهسا أميني.
كما قام بحجب العديد من محركات البحث والمواقع الإلكترونية، مثل جوجل، داك داك جو، بينج، لمحاوتهم السيطرة على التظاهرات ومنع وصولها إلى العالم.
وفي تهديد للمتظاهرين من وزير الداخلية الإيراني قال أنه يتوقع أن يتعامل النظام القضائي مع قادة الشغب والجناة بطريقة سريعة وقانونية، كما استدعت السلطات الإيرانية السفير البريطاني، لمحاسبته على تغطية التظاهرات في البلاد بواسطة قنوات فارسية.
وقام النظام بالقمع الأمني العنيف في مواجهة الاحتجاجات، وتم اعتقال فائزة هاشمي، الناشطة السياسية وابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، في طهران، التي كانت انتقدت النظام الإيراني بشكل غير مسبوق ودعت إلى إطاحته خلال محاضرات القتها في تطبيق كلوب هاوس.
وقامت القوات الأمنية الإيرانية باطلاق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما انتشر فيديو لمجموعة من قوات الأمن الإيرانية وهي تهاجم سيدة في شيراز، وتنهال عليها ضرباً بالعصي والهروات.
ولكن أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لضمان المساءلة عن وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء الاعتقال، وأن التحقيق يجب أن يكون مستقلاً وحيادياً وفعالاً، وأنه يجب تقديم المشتبه بهم إلى العدالة في إجراءات قضائية عادلة.
َعبر المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقه من قمع الاحتجاجات في إيران، وفرض نظام طهران قيوداً على خدمة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
أما في ألمانيا، فدعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى فرض عقوبات جديدة على طهران.
كما حذر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، من أن واشنطن ستحقق بشأن كل المتورطين في قتل وقمع المحتجين في إيران، مؤكداً أن المزيد من العقوبات في انتظار النظام الإيراني.
وقامت الولايات المتحدة، بفرض عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران، واتهمتها بالإساءة للنساء واستخدام العنف ضدهن، وحمّلتها مسؤولية وفاة مهسا أميني، التي فارقت الحياة في حجز للشرطة، الأسبوع الماضي، وأدت وفاتها إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.
كما اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية شرطة الأخلاق بانتهاك حقوق المتظاهرين السلميين، وأكدت إنها فرضت عقوبات على سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في إيران، ومن بينهم قائد القوات البرية بالجيش الإيراني.
وقالت أن مهسا أميني كانت امرأة شجاعة، وكان موتها في حجز لشرطة الأخلاق عملاً وحشياً آخر لقوات أمن النظام الإيراني ضد شعبه، ندين بأشد العبارات هذا العمل المشين، وندعو الحكومة الإيرانية إلى إنهاء العنف الذي تمارسه ضد النساء، وكذلك حملتها العنيفة المستمرة على حرية التعبير والتجمع.