لا يزال الأحوازيون يدفعون ثمن سياسات الاحتلال الفارسي الخاطئة وبالرغم من الموارد المائية الضخمة التي يمتلكها إقليم الأحواز فإنه يعاني أزمة مائية خطيرة نتيجة تجفيف الأنهار الأحوازية.
واندلعت أزمة بيئية بسبب تزايد السدود التي أقامتها سلطات الاحتلال الفارسي على مجرى الأنهار والعمل في الوقت ذاته على عدة مشاريع لحفر أنفاق تمر من وسط الجبال لتحويل مجرى الأنهار إلى محافظات وسط جغرافيا ما يُسمى إيران، حيث تعمد المحتل الإيراني تحويل المياه من المسار الرئيسي لأنهار الأحواز مثل كارون وكرخة والجراحي وضخها إلى المدن الفارسية الوسطى.
ويحدث ذلك في الوقت الذي يُحرم فيه المزارعون العرب من استخدام المياه ويواجهون سياسة التفقير والعزلة والتهجير، كما تسببت تلك السياسة المشبوهة في ارتفاع معاناة المنطقة بأكملها من التلوث، حيث يواجه نهر كارون أكثر من 400 حادث تلوث خطير منذ 1979م.
وشيدت سلطات الاحتلال الإيراني خلال العقود الأخيرة مختلف السدود الكبيرة والصغيرة على الأنهار في الأحواز، لتصبح تلك السدود “قاتلة للعرب” لأنها تدمر كل من يجاور الأنهار.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأحواز تحتل نصيب الأسد في انتشار جسيمات مضرة تسبب أزمات صحية خطيرة للبشر، حيث بلغت كمية الجسيمات المحمولة في الأحواز العاصمة 10000 ميكروغرام لكل متر مكعب بسبب أفعال المحتل الإيراني.
وتسببت تلك السياسات في انتشار أمراض الجهاز التنفسي والسرطان الأمراض الجلدية والقلب وأمراض الكلى داخل الأحواز بسبب سدود المحتل الإيراني كما تعجز المنظومة الصحية عن مواجهة هذه الأمراض لأنها غير مجهزة ولا تحوي عدداً كافياً من الأطباء والإمكانيات الصحية، ما تسبب في ارتفاع معدل الوفيات في الأحواز بشكلٍ غير مقبول، خلال السنوات الأخيرة.
واندلعت انتفاضة شعبية عارمة داخل الأحواز بسبب سياسات المحتل الإيراني حيث وقعت في 15 يوليو الماضي احتجاجًا على نقص المياه وانتشار الجفاف، وانقطاع الكهرباء، بعد بناء الحكومة سدودا على 5 أنهار تمر بالأحواز لتحويل المياه إلى داخل جغرافيا ما تسمى بإيران، ما قلل كمية المياه في المنطقة.
ومع إصرار المحتل الفارسي على إتباع السياسات ذاتها لتقترب الأوضاع من وجود انفجار شعبي داخل الأحواز لدحر الاحتلال الإيراني بسبب سياساته العدائية ضد ثروات الشعب وموارده وأنهاره.