مناهضون
بعد مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية، لم تكتفي التظاهرات والاحتياجات بالخروج في شوارع ومحافظات طهران فقط، بل انتشرت في عدة دول.
تعود البداية إلى أن الفتاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أتت في زيارة مع عائلتها إلى طهران لزيارتة أقاربها، ولكن قامت شرطة الأخلاق باعتقالها بحجة أن لبسها حجاباً غير لائق، وأنهم سيأخذونها لإحضارها دورة أخلاقية وإرشادية، وسيتم إطلاق سراحها بعد ساعة فقط.
ودخلت الفتاة في غيبوبة بسبب تلقيها ضربات عنيفه على رأسها من قوات الأمن الإيرانية، بعدما كانت تمسك رأسها وتصرخ بصوت عالي عندما خرجت من سيارة الشرطة، وقالت لها حارسة في مخفر الشرطة إنه سيُطلق سراحها قريباً، لكنها لم تسكت عن الصراخ.
وقال أهالي الفتاة أن ابنتهم كانت سليمة، وأن النظام قام بفبركة مقطع فيديو لها وهي تسقط متأثرةبأزمة قلبية كاذبة، وأكد أهالي الفتاة أنهم رأوا كدمات على رأسها، أكدتها صورة مسرّبة للفتاة المصابة برضوض وجروح والمغمي عليها على سرير المستشفى، و أنها تلقت 10 أو 11 ضربة على رأسها، وتم تشييع جثمان الفتاة في مسقط رأسها بكردستان في إيران، وسط حزن وغضب من الأهالي.
فقام الإيرانيين بالخروج في جميع شوارع ومحافظات إيران، واستخدموا أساليب جديدة هذه المرة ككتابة الشعارات على الجداران، والهتاف ضد الملالي، وشعارات الموت لخامنئي، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشوية صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكان النساء دور فعال في هذه الاحتجاجات بالمشاركة بكثافة، وقام البعض منهم بخلع الحجاب احتجاجاً على ما حدث وما سيحدث فيهم في هذه البلاد من ظلم وقهر واعتداءات دائمة.
والغرض من هذه الاحتجاجات مرتبط بعض الشئ بالجانب الديني، فمن غير المتوقع أن يخضع النظام لهذه التظاهرات، لأنهم لن يقوموا بإلغاء فرض الحجاب على النساء، ولكن ستكون هناك تغيرات في تعامل شرطة الأخلاق في التعامل مع النساء مثلاً، فالنظام لا يخضع كثيراً للضغوط الدولية إذا تعلق الأمر بالضوابط الدينية والعقائدية.
ولكن يحاول النظام السيطرة على هذه الاحتجاجات فقامت بقطع الإنترنت بشكل متعمد وقمعت المتظاهرين، في عدد من المدن كما سيطرت عليها، واعتقال عدد من الشباب الجامعي اللذين خرجوا للتظاهر والإعتراض على ما حدث لمهسا أميني.
وحجبت العديد من محركات البحث والمواقع الإلكترونية، مثل جوجل، داك داك جو، بينج، لمحاوتهم السيطرة على التظاهرات ومنع وصولها إلى العالم.
أما في العراق، قامت العراقيات برفع شعارات منددة بإيران، وسكوت حكومة بلادهن على تمددها في البلاد، وموافقتها على سياسة الحجاب القسري في المدارس العراقية.
وفي سوريا، وخاصةً في مناطق التي تسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، نظمت النساء وخرجوا بمظاهرة نسائية قصت فيها النساء شعورهن وأحرقن الحجاب تضامناً مع المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني، وحملن لافتات تندد بالنتهاكات الإيرانية وتتحدث عن التضامن مع ثورة النساء في إيران ضد النظام.
يأتي ذلك وسط توقعات بخروج تظاهرات عديدة ضد الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان لتلحق بركب التظاهرات ضد إيران وأذرعها في المنطقة العربية.