مناهضون
إسماعيل قاآني ليس مجرد اسم على لائحة القيادات الإيرانية؛ هو رمز عملية منظمة لطهران تهدف إلى تسييل قوّة الدولة عبر وكلاء ميليشياويين لزرع النزاعات وتفريغ سيادة دول الجوار، فمنذ تعيينه قائدًا لفيلق القدس في 3 يناير 2020 خلفاً لقاسم سليماني، صار قاآني محور شبكةٍ خارجيةٍ عابرة للحدود: من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى سوريا وأفغانستان.
ولكن الحقيقة لا تكتفي بلقب بين قدراته الإدارية وخياراته التكتيكية ثمة إخفاقات جوهرية ونكسات ميدانية وفضائح إعلامية جعلت منه هدف نقدي داخلي وخارجي على حد سواء.
ـ من هو؟
وُلد في مشهد 1957، انخرط في الحرس الثوري منذ ثمانينات القرن الماضي، وتدرّج حتى صار نائبًا لسليماني ثم قائداً لفيلق القدس عام 2020.
قاآني يُنظر إليه داخل النظام كعنصر مطيع وموثوق لإبقاء جهاز فيلق القدس تحت نفوذ القيادة العليا، لكن سيرته تفتقر إلى الكاريزما والعلاقات الشخصية العميقة التي كانت لسليماني مع قادة الميليشيات.
ـ كيف يدير قاآني التوغل؟
شبكة الوكلاء: تنسيق مباشر وغير مباشر مع حزب الله (لبنان)، الميليشيات الشيعية في العراق، النظام السوري، وجماعات في اليمن وأفغانستان تحويل إيران إلى منصة دعم مسلّحة عبر وكلاء إقليميين.
حرب الظل التقنية: نقل تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة، وتسهيل خطوط التمويل والاستخبارات واللوجستيات التي تسمح للميليشيات بالتصعيد وفق أجندة طهران.
التوازن بين الضغط والمموهة: عمل متزامن على ضرب الخصوم وتهيئة موطئ قدم سياسي مذهبي داخل دول الجوار، ما يصعّب فصل العمل العسكري عن النفوذ السياسي.
ـ إنجازات نسبية:
نجح قاآني في الحفاظ على شبكة علاقات عملية تضمن استمرار تزويد الوكلاء بأسلحة وخبرات، والمحافظة على بنية عملياتية إقليمية.
لكن هذه الاستمرارية جاءت على حساب خسائر بشرية ومادية لأذرع إيران، وتصعيد دائم مع إسرائيل والخليج والدول السنية، ما زاد عزلة طهران وتكلفة استراتيجيتها.
ـ نقاط الضعف والإخفاقات القاتلة:
غياب البصمة الشخصية والكاريزما: لم يتمكن قاآني من تشكيل رابط شخصي قوي مع قادة الحلفاء كما فعل سليماني، الأمر الذي أضعف الوحدة القيادية للمحور.
فجوات استخباراتية وفضائح تسريبات: تقارير متداخلة عن اختراقات أمنية، تحقيقات داخلية، وشائعات بشأن استجواب أو عزل جزئي أدت إلى فقدان مصداقيته داخل الحرس نفسه، هذه لا تُعد تفاصيل هامشية بل تعني تآكل ثقة الجهاز في قائدٍ يُفترض أنه حافظ الأسرار.
التعرض لعمليات استهداف ناجحة: الضربات الإسرائيلية المتكررة ضد قواعد ومخازن الحلفاء أظهرت فشلاً في حماية خطوط الإمداد الحيوي، وهو فشل تكتيكي يضع علامة استفهام على قدرته القيادية.
حالة انتشار المسؤولية داخل الفيلق: بدا أن القوة تعمل عبر شبكات إقليمية لا مركزية، ما خلق ضعف تنسيقيّاً عندما تحتاج الحملة لمروحة قيادة ذات فاعلية وحضور واحد.
ـ الهواجس الأمنية للدول المتضرّرة:
قاآني يمثل ذراع تنفيذية لتصدير النزاع: مواجهة قواه ليست مجرد مواجهة رجل، بل قمع شبكة إمداد كاملة تعمل على خفض سيادة الدول المجاورة وإغراقها بعنفٍ منظّم.
عمليات نقل الأسلحة والمسيرات تجعل ساحات النزاع أكثر تعقيدًا وخطورةً على الأمن البحري وطرق التجارة الإقليمية.





