مناهضون
تشهد الأهوار تدهوراً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، حيث تقلصت مساحات المياه والغطاء النباتي بشكل كبير بسبب مزيج من عوامل بشرية ومناخية، هذا التدهور يسبب موجات غبار سامة، فقدان التنوع البيولوجي، تدهور سبل العيش للسكان المحليين، ومخاطر صحية واجتماعية واقتصادية قد تُشعل توترات إقليمية إن لم تُعالج.
وتشير المصادر العلمية والتقارير الميدانية إلى أن العوامل البشرية كبناء السدود وتحويل مسارات الأنهار والتوسع الصناعي والزراعي مسؤولة بدرجة كبيرة إلى جانب تأثيرات التغير المناخي.
تعد الأهوار جزء من النظام البيئي للمنطقة المسماة بالأهوار الرافدينية التي كانت تغطي مساحات واسعة من مصبات دجلة والفرات.
من أهمها: هور الحويزة، هور العظيم، والفلاحية، هذه الأهوار لها أهمية بيئية واجتماعية ومناخية.
ـ حجم المشكلة:
تشير تقارير وتحقيقات صحفية وأبحاث ميدانية إلى تقلص كبير في المساحات المائية والمستنقعات والمروج الرطبة خلال السنوات الأخيرة، مع حدوث حالات جفاف كاملة لبحيرات محلية في خوزستان مؤخراً.
كما تعرضت المنطقة لموجات غبار كثيفة انتقلت إلى مدن كبرى وأثرت على صحة آلاف الأشخاص، بينما تكشف تحليلات أقمار صناعية عن تعرية مساحات طينية كبيرة مكشوفة كانت سابقاً مغطاة بمياه أو نباتات رعوية.
ـ أسباب الجفاف:
1. تحويل مجاري المياه وبناء السدود: مشاريع السدود على أنهار الكارون والكرخة والنهضة وغيرها قلّلت الحصص المائية للأهوار، وأضافت تغييراً دائماً في نمط تدفق المياه، مما أدى إلى انخفاض التغذية المائية للأهوار، هذه الممارسات تشمل تحويلات ري واسعة ومشروعات احتجاز للمياه.
2. التوسع الزراعي والصناعي والاستخراج النفطي: توسع الزراعة الوافرة والري المكثّف، بالإضافة إلى أنشطة نفطية وصناعية ملوِّثة قرب مصادر الماء، يسهمان في استنزاف المصادر وتلوث المياه المتبقية (ملوحة وملوثات نفطية وكيميائية).
3. التغير المناخي: شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة التبخر، مجتمعة مع دورات من الجفاف تزيد من الضغط على مخزون المياه وتجعل الأهوار أكثر عرضة للجفاف، تقلب هطول الأمطار في حوضي دجلة والفرات يؤثر مباشرة.
4. سياسات إدارة مائية محلية وإقليمية غير متناسقة: غياب اتفاقيات ملزمة لتقاسم المياه بين دول المنبع والمصب أو ضعف تطبيقها، بالإضافة إلى إدارة مائية داخلية ضعيفة التخطيط، أدى إلى الإفراط في الاستغلال وفشل استراتيجيات الحماية.
ـ الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية:
بيئية: فقدان أنواع من الأسماك والطيور المهاجرة، تقلص الغطاء النباتي، وزيادة مساحات الملوحة والتصحر، هذا يضعف الوظائف البيئية للأهوار كمخزن للكربون ومصفاة طبيعية للمياه.
صحية: زيادة تكرار عواصف الغبار (بما في ذلك غبار مضاف إليه ملوثات نفطية/كيميائية) أدت إلى ارتفاع حالات الربو، أمراض الجهاز التنفسي، وتدهور جودة الهواء في مدن الأحواز والمناطق المجاورة.
اقتصادية ومعيشية: انهيار سبل عيش الصيادين والرعاة، خسائر للمزارعين بسبب ملوحة التربة ونقص الري، وارتفاع معدلات الفقر والهجرة الداخلية.
أمنية وسياسية: التدهور البيئي قد يزيد من ضغوط النزوح ويسهم في احتكاكات محلية على الموارد، ما قد يفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية في الأحواز.
ـ هور الحويزة: يُعد أحد أهم الأهوار على الحد الإيراني-العراقي؛ شهد تراجعاً واضحاً في تغذيته المائية بسبب سحب المياه من المنابع وبناء السدود، مع تبعات واضحة على سكان القرى المجاورة.
ـ شادكان: واحدة من مواقع رامسار الدولية، لكنها واجهت تقلص مساحات الماء وتدهور نوعية المياه بسبب انحدار تدفق المياه والتلوث، ما حوّل أجزاء منها إلى أراضٍ سالبة القيمة للزراعة والرعي.